الثورة أون لاين:
تميز المدير الفني الإيطالي، ماركو روسي عن غيره من المدربين بشخصيته الثأرية، حيث عاش فترة صعبة فقد فيها الثقة، ليعود من الباب الواسع ويثأر لنفسه مع منتخب المجر، فكان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق فوز على حساب المنتخب الألماني في مجموعة الموت التي ضمّت البرتغال وفرنسا أيضاً.
وقوبل الطموح الكبير للمدرب الإيطالي بغياب ثقة رؤساء أندية الكالتشيو وحتى دوري الدرجة الثانية، إذ اكتفى (الأصلع المتميز) بالإشراف على الجهاز الفني لنادي لوميزاني وبرو باتريا في الدرجة الأولى وأندية أخرى في درجات أدنى.
ولم تقف العقبات في وجه روسي عند هذا الحد، حيث بلغت توجيه إهانة لزوجته سنة 2011، بعد أن بصقت عليها الجماهير خلال تواجدها بالمدرجات، أمر أثار مشاعره وجعله يبتعد عن كرة القدم، وفضل اعتزالها لفترة كادت أن تكون نهائية.
وقرر الإيطالي الابتعاد على اللعبة الأكثر شعبية في العالم، حفاظاً على شرفه رغم تلقيه 3 عروض من الدرجة الثالثة، واختار لنفسه أن يكون مساعداً لشقيقه المحاسب، بل كان متقبلاً ليعمل في وظائف ثانية أقل أهمية.
وعاش ماركو روسي حياة عادية بعيداً عن الأضواء، غير أن سفره نحو المجر لزيارة صديقه غيرت حياته، حيث التقى بالمدير الرياضي لنادي هونفيد بودابست لتنطلق تجربة تدريبية جديدة عنوانها النجاحات.
وانطق الإيطالي المهاجر في رحلة النجاحات عبر موسمين أولين متوسطين، ثم آخرين نال في أحدهما لقب الدوري أمام المنافس العنيد، فيرنسفاروش الذي توج باللقب في 4 مناسبات بآخر ست سنوات، فأعاد ناديه لتحقيق لقب بعد غياب منذ سنة 1993.
وأطلق روسي تصريحاً شهيراً أخرج به ما في جعبته من ظلم عاشه بإيطاليا، فقال: أعتقد أن السبب الذي جعل فرص العمل المهمة ضعيفة في بلدي، لأني لم أمتلك علاقات جيدة عندما كنت لاعباً، لدينا مدربون جيدون، لكننا نستحي أن ندرب خارج إيطاليا.
ووثق الاتحاد المجري لكرة القدم بروسي، عبر منحه فرصة لتأكيد قدراته التدريبية عبر تطبيق خطته (3-5-2) التي سمحت له بتحقيق سلسلة من 11 مباراة دون هزيمة قبل انطلاق كأس أمم أوروبا 2020، فكان مثالاً للتحدي والمثابرة.
وينتمي ماركو روسي لمدرسة الأرجنتيني مارسيلو بييلسا والروماني لوسيسكو، حيث التقى بهما قبل انطلاق البطولة الأوروبية، في إطار تحضيراته لمنافسة منتخبات عالمية على غرار ألمانيا والبرتغال وبطلة العالم فرنسا.وتلقى المدرب الإيطالي رغم إقصائه من (يورو 2020) اعتراف المدرب الألماني المخضرم يواكيم لوف، عقب نهاية مباراة المنتخبين بالتعادل 2-2، حيث صرح : هذه الأمسية لم تكن لأصحاب القلوب الضعيفة.