الثورة أون لاين- هراير جوانيان:
بعد يومين من الراحة الإجبارية إثر انتهاء منافسات دور المجموعات ، تنطلق اليوم الجمعة مباريات الدور ربع النهائي من النسخة الـ 16 من كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020) لكرة القدم حيث تقام مباراتان ، ففي ملعب (كريستوفسكي استاديوم) في سان بطرسبورغ الروسية، تلتقي إسبانيا مع سويسرا الساعة السابعة مساء ، وفي ملعب (أليانز أرينا) في ميونيخ تلعب إيطاليا مع بلجيكا الساعة العاشرة ليلاً. ويقود الحكم الإنكليزي ميكاييل أوليفر مباراة إسبانيا وسويسرا وسبق لأوليفر أن قاد مباراة السويد وبولندا (3-2) في الدور الأول، ومباراة فرنسا والمجر (1-1) في نفس الدور ، كما قاد مباراة إيطاليا والنمسا (2-1 بعد التمديد) في دور الـ 16. أما مباراة إيطاليا وبلجيكا فسيقودها الحكم السلوفيني سلافكو فينسيتش الذي سبق وأن قاد مباراة سويسرا وتركيا (3-1) في الدور الأول ومباراة إسبانيا والسويد (0-0) في نفس الدور.
وتسعى سويسرا للبناء على إقصائها الصادم لفرنسا بطلة العالم من دور الـ 16، عندما تواجه إسبانيا ، في أول ربع نهائي لها ضمن البطولات الكبرى منذ 67 عاماً.
وقلب رجال المدرب فلاديمير بتكوفيتش تأخرهم بفارق هدفين، مجبرين فرنسا على خوض وقتين إضافيين، قبل تفوقهم بركلات الترجيح مستفيدين من ركلة مهدرة للنجم الشاب كيليان مبابي.
وتبحث سويسرا عن مفاجأة جديدة أمام إسبانيا المنتشية من تسجيل عشرة أهداف في آخر مباراتين، وذلك بعد بداية بطيئة في دور المجموعات، حيث تعادلت مرتين ضد السويد سلباً وبولندا (1-1)، و بهدف ثأري، مهّد ألفارو موراتا الطريق لفوز لا روخا على كرواتيا 5-3 بعد التمديد، وذلك إثر انتقادات عنيفة طالته لإهدار الفرص.لكن إسبانيا عليها تقليص أخطائها، في حال رغبت بإحراز اللقب الرابع في تاريخها والانفراد بالرقم القياسي، الذي تتشاركه راهنًا مع ألمانيا.
وتعرّض موراتا وعائلته لإهانات من الجماهير في إشبيلية، بعد إهداره سلسلة من الفرص في دور المجموعات.
ويقف التاريخ مع إسبانيا، إذ خسرت مرة يتيمة في 22 مواجهة ضد سويسرا، كانت في مونديال جنوب إفريقيا 2010 بهدف نظيف، أشعلت رغبتها بالتعويض وحصد اللقب الوحيد في تاريخها لاحقًا.ويُعدّ قائد الوسط سيرجيو بوسكيتس الناجي الوحيد من تلك المباراة، فيما بقي مع زميله في برشلونة جوردي ألبا من التشكيلة التي أحرزت لقب كأس أوروبا 2012.لكن آخر مواجهتين بينهما كانتا متقاربتين، تعادلٌ 1-1 في بازل وفوز لإسبانيا 1-0 في تشرين الأول الماضي ضمن دوري الأمم الأوروبية.
وكان فوز إسبانيا على كرواتيا الأول لها في الأدوار الإقصائية، منذ تغلبها على إيطاليا في نهائي 2012 لتحافظ على لقبها. وقال حارسها أوناي سيمون: يعتمد ربع النهائي علينا وليس على خصمنا. لا يهمّ إذا كان فرنسا، سويسرا، أوكرانيا. نحن هنا لتحقيق الفوز، لذا علينا مواجهة والفوز على الأفضل.وارتكب حارس أتلتيك بلباو خطأ مخجلا: فقد التركيز بتمريرة خلفية لبيدري وتركها تتدحرج في شباكه هدفًا افتتاحياً، قبل أن تعوّض إسبانيا بشكل لافت، برغم إهدارها التقدم 3-1. وتدين إسبانيا الطامحة للتأهل إلى نصف نهائي بطولة كبرى لأول مرة منذ 2012، إلى مدربها لويس إنريكه العائد لقيادتها بعد وفاة طفلته بسبب مرض خبيث، إذ دفع بلاعبين شبان موهوبين على غرار بيدري (18 عاماً)، إريك غارسيا (20) وفيران توريس (21).في المقابل، احتفلت سويسرا بما اعتبره مهاجمها هاريس سيفيروفيتشش (أجمل الليالي)، بعد تحقيقهم أول فوز في الأدوار الإقصائية على حساب فرنسا المدججة بالنجوم. وآخر مرة وصلت سويسرا إلى ربع النهائي في بطولة كبرى، كانت في مونديال 1954، عندما خسرت أمام النمسا 5-7 في أعلى مباراة تهديفية في تاريخ المونديال.
وبعد أكثر من نصف قرن، تقف أمام احتمال بلوغ نصف النهائي، مع مدربها المولود في ساراييفو وتشكيلة متعددة الجذور.
وقال بتكوفيتش الذي عمل كثيرًا في المجال الخيري وتمّ تعيينه في 2014 بعد نهاية المباراة (فرنسا)، لم يكن بمقدوري الكلام. انتهيت. فقدت صوتي.
لكن بتكوفيتش سيفتقد أحد أبرز عناصر تشكيلته، لاعب الوسط غرانيت تشاكا الذي قدّم مجهودًا رائعًا ضد فرنسا، نظرا لإيقاف لاعب أرسنال الإنكليزي.
ويلتقي الفائز من هذه المواجهة المتأهل بين بلجيكا وإيطاليا اللتين تلتقيان اليوم في ميونيخ، حيث يرى المشككون في فرص إيطاليا في الوصول لأبعد نقطة ببطولة أوروبا أن طريقها إلى دور الثمانية كان سهلا لكن هذا سيتغير اليوم عند مواجهة بلجيكا ونجمها البارز الذي يعرفه الإيطاليون جيدا.
واستمتع روميلو لوكاكو بأحد أفضل مواسمه خلال مسيرته في 2020-2021 واختير أفضل لاعب في دوري الدرجة الأولى الإيطالي بعد أن قاد المهاجم البلجيكي إنتر ميلانو للقبه الأول في المسابقة خلال 11 عاما.ويضع لوكاكو نصب عينيه مواجهة زملاء بفريقه ومنافسين اعتاد اللعب ضدهم أسبوعيا .
وحققت إيطاليا رقما قياسيا بعدم الخسارة في 31 مباراة في سلسلة ممتدة منذ أيلول 2018 أمام البرتغال لكن هذه المسيرة لم تقنع الجميع بداعي أن فريق المدرب روبرتو مانشيني تفوق على منافسين أقل تصنيفا في البطولة وهم سويسرا وتركيا وويلز والنمسا.
وفي وجود لوكاكو في قيادة هجوم المنتخب المصنف الأول عالميا لن تكون مهمة إيطاليا سهلة هذه المرة.وقال جيوفاني دي لورينتسو مدافع نابولي لموقع الاتحاد الأوروبي (اليويفا) على الانترنت : نعرف لوكاكو جيدا لأننا واجهناه في الدوري الإيطالي ونعرف أنه مهاجم رائع وخاض موسما مذهلا مع إنتر.وأضاف : يجب أن يكون تحت الملاحظة لكن بلجيكا تملك العديد من اللاعبين الأقوياء وستكون مواجهة رائعة.وتابع : كلما تقدمت في البطولة تواجه منافسين أقوى لكن عملنا يبقى ثابتا دائما.
وسجل لوكاكو 24 هدفا في الدوري خلال الموسم الماضي مع إنتر في ثاني أفضل سجل بمسيرته على المستوى المحلي لكن فرصه في زيادة أهدافه الثلاثة ببطولة أوروبا الحالية قد تتأثر بإصابة اثنين من أبرز مساعديه.وعانى كيفن دي بروين لاعب وسط مانشستر سيتي، صاحب ثاني أكبر عدد من التمريرات الحاسمة في الدوري الإنكليزي الممتاز بالموسم الماضي، من إصابة بالكاحل خلال فوز بلجيكا 1-0 على البرتغال في دور 16 بينما تعرض القائد إيدين هازارد لمشكلة عضلية بالساق.
وربما يكون الثنائي جاهزا لمباراة اليوم لكن إذا غاب أي منهما أمام دفاع استقبل هدفا لأول مرة بعد 19 ساعة و28 دقيقة من النمسا يوم السبت الماضي قد يعيش لوكاكو أمسية صعبة.ويدرك مدافعو إيطاليا من واقع خبراتهم أنه لا بد من الحد من خطورة لوكاكو في كل الأحوال.