حين تجدد الحياة الإبداع

الثورة أون لاين – سهير زغبور:

لم تكن العصبية يوماً ما قبلية فقط
وإنما تعدت الأمر لتكون زمنية أيضاً..
وخير شاهد على ذلك هو الصراع القائم بين الأزمنة الأدبية ممثلاً بشعرائه ونقاده.

فكان لكل عصر نقاد ومدافعون عنه أيضاً

يقول ابن (الأعرابي): (( إنما أشعار هؤلاء المحدثين مثل الريحان.. يُشم يوماً.. فيذوي ويرمى به..
واشعار القدماء مثل المسك والعنبر .. كلما حركته ازداد طيباً..))

بينما نجد أبا نواس يثور على المقدمات الطللية وهو ابن المدنية الذي أدمن الخمرة والجواري والنساء.. فيقول:

((قل لمن يبكي على رسم درس
واقفاً.. ما ضره لو كان جلس))

هذا يعني أن أدوات الشعر كانت منذ القدم خاضعة للمتغيرات المكانية والزمانية..
لذا شهد الشعر ثورة أخرى أشد جرأة..
ألا وهي الخروج عن سلطة القصيدة العمودية…
فبدأ عصر التفعيلة… الذي بدت مفرداته أكثر رقة وقرباً من النفس وخلجاتها…
حتى وإن توحدت الفكرة.. فلن يتطابق الوقع في الروح أبداً…
فالمطر عند النابغة لا يشبه أبداً المطر عند السياب..

يقول النابغة:

((أرقت وأصحابي قعود بربوة
لبرق تلألأ .. في تهامة لامع))

 

أما السياب فيقول:
((أتعلمين أي حزن يبعث المطر
وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر ))

وعلى المطر بإمكاننا أن نقيس الكثير من المعاني والأغراض الشعرية وتلك الهوة الواسعة بين الماضي والحاضر في طريقة التعبير وشكل القصيدة ومفرداتها….

واستمر هذا التحديث .. والصراع الناجم عنه.. حتى عصر السوشيال ميديا…
عصر أتمتة المشاعر والحروف..
حيث استعيض في كثير من الأحيان عن القلم بلوحة مفاتيح بإمكانها أن تنجز ديواناً بسرعة الضوء .. كان يستغرق أعواماً عند شعراء العصور الأقدم حتى يُنجز..
إنه عصر القصائد المعلقة على مدى هذا الفضاء الأزرق..
عصر البرمجة الصوتية والفوتوشوبية التي باتت جزءاً لايتجزأ من الشعر..
وباتت أيضاً صوراً متشابهة حقوقها غير محفوظة وغير محمية من النسخ واللصق ما لم تطبع في ديوان..
وبغض النظر عن وجود شعراء بارعين مشوا في ركب تلك التقنية وباتوا ينشرون إبداعاتهم على صفحاتها.
إلا أن هذا التداخل الرئيوي للشعر يجعلنا نقف في المنتصف..
حيث الاعتدال في الحكم على الجيد والرديء سواء أكان قديماً أم حديثاً..
وهنا يحضرنا قول( ابن قتيلة الدنيوري)
في كتابه الشهير (الشعر والشعراء)
((لم يقصر الله العلم والشعر والبلاغة على زمن دون زمن .. ولا خص به قوماً دون قوم آخرين .. بل جعل ذلك مقسوماً مشتركاً بين عباده في كل عصر .. وجعل كل قديم حديثاً في عصره))

 

إذن وفي المحصلة نخلص إلى ما يشبه العدالة في الحكم..
لا بد أن ناخذ من الماضي تجاربه ومن الحاضر ليونته..
كي لا يضيع الشعر بين متعصب للأمس ومتعصب لليوم.

آخر الأخبار
الأسواق الشعبية في دمشق بين الحاجة الاقتصادية وتحديات الرقابة وفد من "المركزي" يزور معهد الدراسات المصرفية وأكاديمية الفنتك الأردنية طرح العملة السورية الجديدة بين متطلبات الإصلاح النقدي وتحدّيات التطبيق 59 بالمئة من الشبكة الحديدية خارج الخدمة.. وخطط لتأهيل محور الفوسفات وإعادة الربط الإقليمي رفع الوعي والتمكين الاقتصادي.. لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي  انطلاق مؤتمر ريادة الأعمال العالمي في درعا.. وتأكيد على دور الشباب في التنمية وفد وزارة الإعلام السورية يشارك في انطلاق أعمال اللجنة الدائمة للإعلام العربي بالقاهرة مطار دمشق.. 90 ألف فرصة عمل تزرع الأمل في المجتمع السوري قوات الاحتلال الإسرائيلي تمنع أهالي الحميدية من صيانة خط ضخ المياه الرئيسي "موصياد" التركية تختتم برنامج الاستثمار والتعاون لتعزيز الشراكة الاقتصادية مع سوريا الدورة الأولى لمهرجان ضاحية الشام.. حضور جيد وملاحظات على الأسعار والعروض الرئيس أحمد الشرع يستقبل وفداً من "الكونغرس" الأميركي في دمشق الطاقة البديلة تتقدم في سوريا.. ارتفاع أسعار الكهرباء يسرّع التحول قطاع الأقمشة يواجه تحديات جمركية ويطالب بحماية المنتج المحلي بطاقة 1.2 مليون طن.. معمل فوسفات حمص يستأنف الإنتاج بعد توقف 10 سنوات ارتفاع إصابات التهاب الكبد A بعدة محافظات.. والصحة تؤكد: الوضع تحت السيطرة توسعة معبر "نصيب- جابر".. اختبار حقيقي لتعافي التجارة السورية- الأردنية رغم تراجع الكلف.. مطاعم دمشق تحافظ على أسعارها المرتفعة وتكتفي بعروض "شكلية" رماد بركان إثيوبيا يعرقل حركة الطيران ويؤدي إلى إلغاء رحلات جوية الليرة تحت وطأة التثبيت الرسمي وضغوط السوق الموازية