الثورة أون لاين – نوار حيدر:
أطفالنا أرواح لم تتلوث بغث الحياة، هم من نعلق عليهم أحلامنا وآمالنا، ولنحمل رسالتهم علينا أن ندعم طفولتهم بالأنشطة الجسدية والفكرية، ونعزز لديهم حب القراءة ونوسع مداركهم وملكاتهم.
محاولات مستمرة
يرى مدير دار المفكر للطباعة والنشر والتوزيع السيد محمد وسيم الغبرة أن الحكاية كانت ومازالت من أقرب وأنجح وسائل التربية، بالإضافة لما تكسبه للطفل من خبرة وسعة خيال، ولعل القصص المكتوبة تكون مدخلاً لحب القراءة بشكل عام، وهذا ما نسعى إليه، فلابد أن ننتقي لهم الكتب التي توسع مداركهم وتغرس القيم والأخلاق في نفوسهم.
كما أنها تساعدهم على التعبير وتعزز اللغة العربية لديهم فهي تعمل على إغناء لغتهم وإثراء تجربتهم وتوسع مداركهم وبذلك نستطيع أن ننشئ جيلاً واعياً .
ولكن وحتى نستطيع أن نجذب الطفل للقراءة في عصر التكنولوجيا حيث أصبحت تصرف الكبير قبل الصغير عن القراءة، وتشغله بعالمها المثير، من أجل ذلك كان لابد أن نجد ما يثير فضول الطفل ورغبته في قراءة واقتناء الكتاب وذلك من خلال الرسوم التي تحاكي ما يشاهده عبر الشاشات من برامج للأطفال فتجذبه، وربما تكون مكملة أو رديفة لها، أضف إلى ذلك العمل على وضع الكتاب في قوالب تجذب الطفل، واللجوء إلى تقنيات الطباعة وجودة الورق والتفنن بنوعياته ولا بأس من إعداد مسابقات للقراءة في الأسرة والمدرسة والمراكز الثقافية .
وهناك محاولة دائمة لربط الكتاب بالإنترنت حيث يتم تنزيل الكتاب ليتمكن الطفل من قراءته إلكترونياً أو من خلال الباركود الموجود على القصة حيث يفتح الرابط الإلكتروني المربوط بها .
إننا في دار المفكر نعنى أكثر ما نعنى بالطفل فلإصدارات الطفل لدينا الحصة الأكبر حيث تشكل ثلثي إنتاجنا.
ولعل أكثر المنشورات طلباً هي التي تحوي تنوعاً من قصص وتسلية مجتمعة وبعض القصص التي تحوي على رسوم معاصرة .
مسؤولية مشتركة
أكدت مدير دار نشر عقل السيدة عبير عقل أنه يجب أن تكون المنشورات الموجهة للأطفال ذات قيمة ثقافية حيث لا يخفى على أحد أنّ الأطفال في أي مجتمع هم جيل المستقبل الذي يُعوّل عليه لاحقاً في البناء والتطور، وخلال إعداد منشورات الأطفال يجب أن تتم مراعاة غرس القيم على عدة صعد، أولاً الصعيد الإنساني عموماً أي الذي يشمل القيم الأخلاقية والتصرفات الصحيحة العامة في كل المجتمعات مثل التشجيع على النظافة الشخصية ونظافة المكان وحب الآخرين واحترام الكبار وتناول الطعام الصحي والتعليم وبرّ الوالدين… إلخ، ثانياً الصعيد المجتمعي أي المجتمع الذي ينتمي إليه الطفل ، فهناك قيم مختلفة تراعي عادات وتقاليد معينة في كل مجتمع ونحن هنا لا نعني العادات البالية أو ما يمكن تطويره وتغييره بل نقصد المعنى الإيجابي لتمسك الطفل بعادات وتقاليد مجتمعه واحترامها، ثالثاً على صعيد العمر فمن المعروف أن هنالك نصوصا تُقدّم لأعمار صغيرة مثل سن الحضانة تختلف عمّا يُقدّم لأعمار أكبر وهكذا دواليك.
إن جذب الطفل للقراءة في عصر سيطرة التكنولوجيا مسؤولية شاملة في المجتمع، وكما نعلم فإن اللبنة الأولى في تربية الطفل هي الأسرة، والطفل يتعلم بشكل كبير بالتقليد، فإن لم يرَ الطفل أمه وأباه أو أحدهما على الأقل يقرأ ويمسك كتاباً بل مع هاتفه المحمول أو التلفاز دائماً، فسيكون ذلك عائقاً أمام فهمه لأهمية الكتاب، وبالنسبة لصنّاع المعرفة ومنتجي كتب الأطفال فمن المؤكد أن يُراعوا ما يجذب الطفل “حسب عمره طبعاً” حتى يحب الكتاب ويقتنيه مثل الرسومات المعبّرة الجميلة للصغار والخط الكبير الواضح لمَن يتعلّمون القراءة والمحتوى العلمي الدقيق بالنسبة للكتب العلمية والنصوص المشوّقة بالنسبة للكتب الأدبية.. إلخ، وهناك دور كبير للمؤسسات التعليمية وبخاصة المدارس في تشجيع الأطفال التلاميذ على القراءة وحبّ الكتاب وذلك بحثّهم على البحث والمعرفة خارج المناهج المُقرّرة وعمل نشاطات ثقافية ترفيهية ممّا يزرع داخلهم إحساس المتعة بالمعرفة.
ومن الملاحظ أنّ المنتجات المعرفية الموجّهة للأطفال هي الأكثر طلباً في الأسواق العالمية، والعمل لإصدار هذه المنتجات يتطلّب وقتاً وجهداً، لذلك نجد دور نشر أو مؤسسات تعليمية مختصة فقط بكتب الأطفال والوسائل التعليمية الموجّهة لهم، كما نجد في بعض معارض الكتاب الدولية صالات خاصة بهذه المنتجات.
تابعت عقل : أحب التأكيد على المسؤولية الكبيرة الملقاة على التعامل مع كتب الأطفال حيث هناك مسؤولية على المنتجين بأن يهتموا بالشكل والمضمون وهناك مسؤولية على الأهل في مساعدة أطفالهم على اختيار الأفضل.