“نيوزويك”: قلب آسيا في صلب استراتيجيات الكبار

الثورة أون لاين – ترجمة ميساء وسوف:

تتسابق الولايات المتحدة وروسيا والصين لمعالجة ما يعتبرونه جميعاً تهديدات متزايدة للاستقرار في قلب آسيا، وهي منطقة مترامية الأطراف مثيرة للجدل حيث تحظى باهتمام دولي كبير للتأثير بين القوات الحكومية وغير الحكومية بالإضافة إلى المخاوف البيئية والطاقة عميقة الجذور التي يمكن أن تكون نقطة اشتعال للصراع.
وفي هذا السياق قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في كلمة له أمام اجتماع المجلس العسكري في مركز موسكو الوطني لمراقبة دفاع الدولة “إن الأفراد ينفذون خطة لتعزيز التدريب والمعدات للمنطقة العسكرية المركزية استجابة لتزايد المخاطر الخارجية الناشئة عبر حدود الدولة هناك”.
وأضاف شويغو “في سياق التهديدات المتزايدة في الاتجاه الاستراتيجي لآسيا الوسطى، تواصل قيادة المنطقة زيادة كثافة التدريب القتالي، كما أن تحسين نظام التحكم، وإعادة تجهيز المعدات بأحدث التصاميم، وإدخال أساليب جديدة لإجراء العمليات القتالية، قد أدى إلى زيادة كبيرة في تماسك هيئات التحكم والتشكيلات والوحدات واستعداد الأفراد لأداء المهام وفقاً للغرض المقصود منها”.
في حين لم يحدد شويغو طبيعة هذه التهديدات، فإن المنطقة العسكرية المركزية، وهي الأكبر من بين خمس مناطق مماثلة في روسيا، تجاور الصين وكازاخستان ومنغوليا، وتتمتع موسكو بعلاقات جيدة مع الدول الثلاث، كما أنها تحتفظ بقاعدة عسكرية في كازاخستان، بالإضافة إلى اثنتين في آسيا الوسطى في جمهوريتي قيرغيزستان وطاجيكستان.
في الأشهر الأخيرة عززت روسيا علاقاتها الدفاعية مع هذه الدول، خاصة عندما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن البدء بالانسحاب العسكري لبلاده من أفغانستان في أيار الماضي، كانت موسكو تنتقد بشدة الوجود العسكري لواشنطن في البلاد، لكن الخروج المطرد رافقه تصعيد مع استمرار الحكومة وحركة طالبان من أجل التوصل إلى شروط للحل.
وقد أعربت إدارة بايدن عن مخاوفها من هذه التطورات حيث ناقش قائد القيادة المركزية الأميركية تقييمه الخاص لمشهد المخاطر في جميع أنحاء آسيا الوسطى والشرق الأوسط.
وقال الجنرال كينيث ماكنزي في مؤتمر عبر الإنترنت لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية “أولويتي القصوى في الوقت الحالي هي إكمال الانسحاب المنظم للقوات الأميركية من أفغانستان بأمان وسرعة قدر الإمكان”.
كما ناقش ماكنزي الذوبان السريع للأنهار الجليدية في هندو كوش والهيمالايا، وهي مشكلة قال إنها تهدد إمدادات المياه لنحو ملياري شخص يعيشون في جميع أنحاء وسط جنوب آسيا ويمكن أن تشعل حرباً واسعة، مع الإشارة إلى الهند إلى جانب الصين وباكستان، وهما شريكان استراتيجيان محاصران في نزاعات حدودية مع الهند.
وقال ماكنزي إن من غير المعقول أن تؤدي قضايا مثل ندرة المياه إلى نشوب صراع يشمل ثلاث دول مسلحة نووياً، باكستان والهند والصين، والمشكلة حادة في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية.
وحذر ماكنزي من أنه إذا لم تقدم الولايات المتحدة حلولاً، فإن أكبر منافس استراتيجي، الصين، سيتدخل من خلال مبادرة الحزام والطريق التي تمتد بالفعل عبر القارة ومعظم أنحاء العالم.
لقد اتخذت سياسات الطاقة في المنطقة طابعاً مثيراً للجدل، حيث تتهم الصين الولايات المتحدة باستخدام هذه القضية لتعزيز أجندتها الخاصة في آسيا الوسطى، لا سيما في منطقة شينجيانغ في جمهورية الصين، حيث زعمت واشنطن وحلفاؤها الغربيون أن هناك انتهاكات لحقوق الإنسان ضد أقليات الأويغور.
واليوم، تقع دول آسيا الوسطى على مفترق طرق استراتيجي لكل من مبادرة الحزام والطريق الصينية والاتحاد الاقتصادي الأوراسي الروسي، ويسعى المشروعان المشتركان إلى تعزيز التجارة والاستثمار وتطوير البنية التحتية بين الدول الأعضاء.
أما بالنسبة للمبادرات الأمنية المشتركة، فإن كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان أعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي الروسية، والدول الأربع هي أيضاً جزء من منظمة شنغهاي للتعاون الصينية، والتي تضم أيضاً الهند وباكستان وأوزبكستان، وتجري تدريبات متعددة الأطراف، وقد عززت الصين مشاركتها بشكل خاص فيها، بينما تتطلع الولايات المتحدة إلى اختراقها.
وقد كان تقارب المصالح بين الصين وروسيا في مجال النفوذ التاريخي للأخيرة واضحاً في مؤتمر موسكو للأمن الدولي الأخير، الذي حضره كبار مسؤولي الأمن الروس ووزير الدفاع الصيني وي فنغي، بالإضافة إلى عدد من اللاعبين الدوليين.
وحذر سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف خلال الاجتماع من “تدهور الوضع في أفغانستان مع انسحاب القوات العسكرية للولايات المتحدة والناتو”.
وأعرب عن أمله في التزام دائم تجاه كابول من جانب واشنطن وحلفائها، لكنه حذر من أي جهود لتوسيع الوجود العسكري الأجنبي في جميع أنحاء المنطقة.

ننطلق من افتراض أن الولايات المتحدة والناتو سوف يلتزمان بوعودهما المعلنة بتقديم المساعدة المالية للحكومة الأفغانية، ودعم قوات الأمن المحلية، وضمان تشغيل مطار كابول الدولي، ومعالجة القضايا الأخرى ذات الأولوية القصوى، في الوقت نفسه، نعتقد أنه من غير المقبول استخدام القضية الأفغانية لحل المشاكل الجيوسياسية، بما في ذلك تعزيز الوجود العسكري للاعبين غير الإقليميين في آسيا الوسطى”.

جاءت هذه التصريحات في الوقت الذي أعلنت فيه كل من بكين وموسكو أن قادتهما سيلتقيان عبر الفيديو بالتزامن مع الذكرى العشرين لتوقيع معاهدة حسن الجوار والصداقة والتعاون.
وقال الكرملين إن المحادثات ستغطي “الوضع الحالي وآفاق تنمية الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والصين”، بالإضافة إلى “قضايا الساعة في الأجندة الثنائية والدولية”.

المصدر:Newsweek

آخر الأخبار
بن فرحان وباراك يبحثان خطوات دعم سوريا اقتصادياً وإنسانياً السلل الغذائية تصل إلى غير مستحقيها في وطى الخان  باللاذقية إجراءات لحماية المواقع الحكومية وتعزيز البنية الرقمية  منطقة حرة في إدلب تدخل حيز التنفيذ لتعزيز التعافي الاقتصادي The NewArab: المواقع النووية الإيرانية لم تتأثر كثيراً بعد الهجمات الإسرائيلية الهجمات الإسرائيلية تؤجل مؤتمر الأمم المتحدة حول حل الدولتين قداح يزود مستشفى درعا الوطني بـ 6 أجهزة غسيل كلى   تعبئة صهاريج الغاز من محطة بانياس لتوزيعها على المحافظات إسرائيل.. وحلم إسقاط النظام الإيراني هل بمقدور إسرائيل تدمير منشآت إيران النووية؟ الهجوم الإسرائيلي على إيران ويد أميركا الخفية صناعيو الشيخ نجار وباب الهوى يتبادلون الخبرات  وزير المالية من درعا : زيادة قريبة على الرواتب ..  وضع نظام ضريبي مناسب للجميع ودعم ريادة القطاع ال... المبعوث الأميركي يستذكر فظائع الحرس الثوري في سوريا   الحرب بين إسرائيل وإيران.. تحذيرات من مخاطر تسرب إشعاعات نووية     معبر البوكمال يعود: سوريا والعراق يدشنان مرحلة جديدة من الانفتاح التجاري مع استمرار الحرب..  الباحث تركاوي لـ"الثورة": المشتريات النفطية الأكثر تأثراً    الحرب الإيرانية - الإسرائيلية ترفع فاتورة الطاقة وتُهدد طرق التجارة   مقتل العقلين الأمني والعملياتي لطهران.. محرابي ورباني ضربة موجعة تخصيب اليورانيوم.. المسار التقني والمخاوف الدولية المرتبطة بإيران