الثورة أون لاين- هراير جوانيان:
تجري اليوم الأربعاء الساعة العاشرة ليلاً المباراة الثانية من الدور نصف النهائي من النسخة الـ 16 من كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020) لكرة القدم عندما تلتقي إنكلترا مع الدانمارك على ملعب (ويمبلي) في لندن.
وكانت إنكلترا رفعت مستوى التوقعات وتحشد جماهيرها في لندن، في محاولة لإيقاف القصّة الجميلة – الصادمة للدانمارك، في المربع الذهبي.
وسيحظى المنتخب المضيف بالحصة الأكبر من الجماهير المسموح بدخولها إلى ملعب المباراة والبالغة 60 ألفا من أصل 90 ألف متفرج، بسبب بروتوكول فيروس كورونا، إذ أشارت الصحف الدانماركية إلى حصول جاليتها على حصة 8 آلاف متفرج.
وخاضت إنكلترا بطولة مثالية حتى الآن، ففازت في 4 مباريات وتعادلت مرة دون أن تهتز شباك الحارس جوردان بيكفورد، لتصبح أول منتخب يحافظ على نظافة شباكه في أول 5 مباريات من البطولة القارية.
ويحلم الإنكليز ببلوغ نهائي أول بطولة كبرى منذ مونديال 1966 على أرضهم وفي ويمبلي أيضا، عندما توجوا باللقب على حساب ألمانيا الغربية بعد التمديد.لكن آخر نصف نهائي خاضه الإنكليز في مونديال روسيا 2018 لم يكن وردياً، فقد سقطت تشكيلة المدرب غاريث ساوثغيت أمام الفورة الكرواتية، ثم اكتفت بمركز رابع أمام بلجيكا.وقال قائد مانشستر يونايتد هاري ماغواير: ربما سنكون ضد الدانمارك أكثر ثقة من مواجهة كرواتيا.وأضاف قلب الدفاع: آنذاك كنا قد غبنا طويلا عن المباريات نصف النهائية، ولم تكن الثقة موجودة. أنا متأكد من أن الجماهير تثق بنا أكثر الآن.
وعوّلت إنكلترا في بداية البطولة على نجاعة رحيم سترلينغ الذي عوّض صيام هاري كين، قبل أن ينجح هداف المونديال الأخير في استعادة مستوياته في الأدوار الإقصائية.
واستهلت إنكلترا التي لم تتوج في تاريخها باللقب القاري، مشوارها بفوز على كرواتيا 1-0، ثم تعادل سلبي مع جارتها اسكتلندا، قبل تخطي تشيكيا بهدف سترلينغ.وكانت أبرز مواجهاتها في دور الـ 16 أمام غريمتها التاريخية ألمانيا، فتخطتها بهدفين متأخرين لسترلينغ وكين، قبل أن تلتهم أوكرانيا برباعية في ربع النهائي، حصد كين ثنائية منها إلى هدفين لماغواير وجوردان هندرسون.
أما الدانمارك، فقد خاضت بطولة رائعة بعد الحادثة الصادمة في مباراتها الافتتاحية التي خسرتها ضد فنلندا، عندما توقف قلب نجمها كريستيان إريكسن عن الخفقان، قبل إنقاذه وابتعاده عن المنافسات من أجل تعافيه.وقال مدافعها أندرياس كريستنسن، الذي يحمل ألوان نادي تشيلسي اللندني بطل أوروبا: لدينا تشجيع هائل في إنكلترا، وكنا ثاني أفضل فريق لديهم، لكن الآن سنكون أعداءهم.
وبعد دراما الافتتاح والرعب الذي تسبب به توقف قلب إريكسن، بطل إيطاليا مع نادي إنتر ميلانو، لملمت الدانمارك جراح خسارتها مع فنلندا بهدف ثم سقوطها أمام بلجيكا القوية 1-2، بفوز كبير على روسيا 4-1، منحها وصافة (محظوظة) لمجموعتها بثلاث نقاط.لكن بدءا من دور الـ 16، كشّرت عن أنيابها، واكتسحت ويلز برباعية، مع ظهور مهاجمها البديل كاسبر دولبرغ على الساحة التهديفية بثنائية، ثم تخطت تشيكيا 2-1 في ربع النهائي.
وكانت الدانمارك أحرزت لقب 1992 في ظروف غريبة أيضا، عندما دُعيت في اللحظات الأخيرة لتعويض غياب يوغسلافيا لأسباب سياسية.لكن رجال المدرب ساوثغيت، يظهرون تصميما كبيرا لنسيان خيبات الماضي، على غرار نسخة 1968 عندما حلت إنكلترا ثالثة، و1996 عندما خرجت على أرضها أمام ألمانيا بركلات الترجيح في نصف النهائي.وقال ساوثغيت: لقد تغلبنا على لعنات وحواجز نفسية كثيرة، وأشعر أن المجموعة مستعدة للتحدي التالي.أما مهاجم توتنهام كين، فرأى : الدانمارك منتخب رائع. واجهناهم مرتين في دوري الأمم العام الماضي، ولم نحقق أي فوز. يجب أن نركز على أنفسنا، هذا نصف النهائي على ملعبنا، وسنستفيد من كل الإيجابيات حولنا.
وحاول مدرب الدانمارك كاسبر هيولماند إبقاء أقدام لاعبيه على الأرض قائلا : لا ننسى أبداً من أين أتينا. سنبقى متواضعين، وهذا لا يحرج اللاعبين.وأضاف هيولماند الذي يقتدي بفلسفة الهولندي الطائر الراحل يوهان كرويف ويذكره في معظم مؤتمراته الصحفية : نريد أن نهاجم، أعتقد أن إيطاليا وحدها هاجمت أكثر منا في كأس أوروبا.
وكان المنتخب الأحمر والأبيض عاد بنقاط الفوز من ويمبلي، بفوزه على الإنكليز 1-0 من ركلة جزاء لإريكسن، ضمن دوري الأمم الأوروبية.ونجح بديله ميكيل دامساغارد في خطف الأضواء، ويتألق معه دولبرغ، الظهير يواكيم مايهلي، المدافع الصلب كريستسن، لاعب الوسط بيار إميل هويبييرغ، بالإضافة إلى حارس المرمى كاسبر شمايكل.
وحذّر شمايكل، نجل بيتر المتوج مع بلاده بلقب 1992 في مفاجأة كبرى انذاك، قائلا : يمكننا تشكيل الخطر ضد أي كان.ويشرح المدرب هيولماند طريقة لعب منتخب بلاده قائلا : يرتكز أسلوبنا على القوة، نستخدم لاعبينا كثيرا، نغيّر الفريق كثيرا، نستفيد من التبديلات الخمس لنحافظ على نسق القوة المرتفع.
ويعول الدانماركيون على تشجيع جاليتهم البالغة 30 ألفا في بريطانيا. وفرض حظر على قدوم الجماهير من الخارج، إذ يتعين عليهم الدخول في حجر صحي بين خمسة وعشرة أيام، بسبب تفشي متحوّر دلتا من فيروس كورونا.
والتقى المنتخبان 21 مرة في مختلف المسابقات، ففازت إنكلترا 12 مرة مقابل 4 للدانمارك و5 تعادلات.
يقود المباراة الحكم الهولندي داني ماكيلي الذي سبق وأن قاد المباراة الافتتاحية بين إيطاليا وتركيا (3-0) ومباراة روسيا وفنلندا (1-0) ، كما قاد مباراة دور الـ 16 بين إنكلترا وألمانيا (2-0) .