سيل من التهاني والتمنيات الجميلة للناجحين بالشهادة الثانوية العامة تناقلتها مختلف الصفحات ووسائل التواصل للتعبير عن الفرح بتجاوز هذه العتبة التي ستكون منصة للانطلاق نحو آفاق مستقبلية جديدة لكل طالب بحسب مستويات علاماته واهتماماته وتوجهاته العلمية والمعرفية والمهنية.
وإن كان صدور نتائج الثانوية العامة يبدو كأنه شأن محلي وغير مرتبط بما يجري من أحداث محلية وإقليمية وعالمية، فإننا نقول هنا إنه مجرد الإعلان عن نتائج الثانوية العامة فإن في ذلك رسالة قوية للعالم ولكل من يريد أن يرى ويسمع، تقول هذه الرسالة إن الحياة في سورية لا تزال مستمرة، بفضل إصرار المواطنين على التمسك بأرضهم ووطنهم والنهوض به بالعلم والمعرفة والتطور.
وهي رد على كل أبواق الإعلام المضلل وغيره من الساعين لنشر صور مغلوطة، ذلك أن سورية ورغم الجراح الثخان ورغم كل الضغوطات الاقتصادية والسياسية والإعلامية والعسكرية وغيرها، لا تزال تنبض بالحياة في كل مفاصلها وتسعى للتطور والنجاح وتحقيق الانتصارات في مختلف المجالات، ولنا هنا أن ننظر إلى صدور نتائج الثانوية العامة على أنه نصر لمؤسسات الدولة التي نجحت في إنجاز هذه المسؤولية الملقاة على عاتقها في تأمين التعليم للمواطنين وتوفير الإمكانات والجهود والمستلزمات لإجراء أهم امتحان في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي.
إنها رسالة بمضامين متنوعة وعديدة تؤكد على أن سورية بلد العلم والمعرفة وأن السوريين ذاهبون بقوة إلى مساحات أوسع من العلم بعيداً عن بؤر التخلف والجهل التي تحاول دول العدوان وحلفاؤها الدفع باتجاه تكريسها في بلدنا.
حديث الناس- محمود ديبو