رغم الحصار والعقوبات.. المناطق المحررة تستعيد عافيتها

الثورة أون لاين – راغب العطيه:

لم تتوان الدولة السورية لحظة واحدة عن إعادة مظاهر الحياة إلى المناطق التي حررها الجيش العربي السوري من خلال تأمينها للخدمات والبنى الأساسية التي دمرها الإرهاب، وقد سجلت مؤسسات الدولة أرقاما قياسية في سرعة تأمينها لكل مستلزمات الحياة للمواطنين في المناطق التي عادت إلى حضن الوطن.
فما أن تعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة رسمياً خلو منطقة من المناطق السورية من الإرهاب وعودة الأمن والأمان إليها حتى تباشر الجهات المعنية بإزالة الألغام ومخلفات الإرهابيين من الشوارع والساحات والمنازل، ولاحقاً تبدأ الوحدات الشرطية بالعودة إلى عملها السابق في حفظ الأمن في مناطق عملها، وذلك توازياً مع عودة الخدمات الصحية والمدنية من كهرباء ومياه وصرف صحي، إضافة للخدمات الاغاثية العاجلة ولوسائل النقل والمواصلات وتأمين المدارس والمخابز وغيرها من الخدمات حتى يتمكن الأهالي من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي في مدنهم وبلداتهم وقراهم.
وعلى سبيل الذكر لا الحصر قامت الحكومة السورية حتى 24 أيلول 2019 بتأهيل 7 آلاف مدرسة في المناطق المحررة وتمت إعادة 4 ملايين طالب وطالبة إلى مدارسهم، كما تمت إعادة مليون هكتار مروي إلى الخطة الزراعية و 3 ملايين هكتار بعل رغم الحصار الجائر المفروض على سورية.
كما سعت سورية بدعم من حلفائها بعد تحرير أغلب المناطق من التنظيمات الإرهابية وتأمين الخدمات اللازمة لها، إلى إعادة المهجرين خارج سورية إلى وطنهم وقدمت العون والمساعدة لهم، ووفرت لهم سكناً محترماً ما ساهم بعودة 4,5 ملايين سوري من المهجرين في الداخل و300 ألف مهجر من الخارج تم تقديم جميع الاحتياجات لهم، وأكدت دمشق في كل مناسبة أن أبواب الوطن مفتوحة لجميع السوريين في الداخل والخارج.
وفي هذا السياق يجدر بنا ذكر أن الدولة السورية لم تتخل يوماً عن أي مواطن حتى عندما كان يعيش تحت براثن الإرهاب، فكانت حريصة على إيصال كل أنواع الإغاثة والدعم إلى المواطنين الذين ظلوا داخل المناطق التي كانت تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية، وذلك بعكس ما قامت به الدول الداعمة للإرهاب حيث عملت منذ بداية الحرب الإرهابية بفرض إجراءات اقتصادية قسرية أحادية الجانب على الشعب السوري بهدف الضغط عليه لتغيير مواقفه ومبادئه الوطنية والقومية التي يدافع عنها بكل قوة وتصميم.
وكان جيشنا العربي السوري بالإضافة إلى مهامه في مواجهة ومحاربة الإرهاب، كان عوناً ومساعداً لجميع الأهالي الذين بقوا في مناطقهم أو الذين خرجوا منها، وعمل على تأمين قوافل المساعدات الإغاثية للوصول إلى جميع المناطق، وقد شهدت أحياء شرق حلب ومدينة دير الزور والغوطة الشرقية إلى المنطقة الجنوبية وكل المناطق السورية التي تم تحريرها من الإرهاب حضوراً قوياً وسريعاً لمؤسسات الدولة وعودة سريعة للحياة الطبيعية في هذه المناطق.
وقد تمكنت الدولة السورية حتى 5 آذار 2020 من إعادة خمسة ملايين مهجر داخلي وأكثر من مليون مهجر خارجي إلى منازلهم، وهي تتابع جهودها وإجراءاتها بهدف عودة كل أبنائها الذين هجرهم الإرهاب من منازلهم ومدنهم إلى وطنهم.
وساهم في إعادة هذا العدد الكبير من المهجرين جملة من الاجراءات والتسهيلات والآليات التي اتخذتها الدولة لتبسيط وتسهيل إجراءات العودة، وفي مقدمة هذه التسهيلات مراسيم العفو العام العديدة التي أصدرها السيد الرئيس بشار الأسد والتي ساهمت بشكل كبير بعودة كثير من المغرر بهم الى حضن الوطن وشجعت المهجرين السوريين على العودة إلى وطنهم، وبلغ عدد العائدين من الخارج أكثر من مليون مهجر.
كما ساهم المؤتمر الدولي لعودة اللاجئين السوريين الذي عقد في دمشق في شهر تشرين الثاني 2020 بتشجيع الكثير من الدول للمساهمة في تسهيل عودتهم السوريين من الخارج إلى وطنهم لكي يشاركوا بدورهم في إعادة إعماره ورسم مستقبله.
وكانت الدولة السورية قد أحدثت منذ البداية اللجنة العليا للإغاثة، وكذلك لجنة القرار 49 التي عرفت بلجنة إعادة الإعمار لتأمين العمل على إعادة تأهيل وترميم البنى التحتية بسرعة، وصولاً إلى الإسراع بعودة المهجرين إلى منازلهم، بالإضافة إلى ذلك تم تشكيل لجنة هيئة التنسيق لعودة اللاجئين السوريين، والتي تعنى بالتنسيق مع الدول الصديقة وعلى رأسها روسيا ولبنان وكذلك بتواصلها بشكل مباشر مع المهجرين السوريين في الأردن، وهو ما ساهم بعودة مئات الآلاف منهم عبر معبر نصيب.
إضافة إلى ما ذكرناه سابقاً، فقد شكل الاستحقاق الرئاسي في شهر أيار الماضي وفوز السيد الرئيس بشار الأسد بأغلبية أصوات السوريين بانتخابات ديمقراطية تعددية، شكل قوة إضافية لسورية مكنتها من إفشال كل المحاولات التي عملت عليها منظومة العدوان خلال السنوات الماضية لتحويل سورية إلى دولة فاشلة، فكان الفشل من نصيب رعاة الإرهاب وداعميه، والنصر والنجاح من نصيب سورية وشعبها وجيشها، ولن تقف هذه الانتصارات حتى يكتمل تطهير كامل لتراب الوطن من الإرهابيين ومن كل قوة أجنبية غازية ومعتدية.

آخر الأخبار
المركزي يصدر دليل القوانين والأنظمة النافذة للربع الثالث 2024 تحديد مواعيد تسجيل المستجدين في التعليم المفتوح على طاولة مجلس "ريف دمشق".. إعفاء أصحاب المهن الفكرية من الرسوم والضرائب "التسليف الشعبي" لمتعامليه: فعّلنا خدمة تسديد الفواتير والرسوم قواتنا المسلحة تواصل تصديها لهجوم إرهابي في ريفي حلب وإدلب وتكبد الإرهابيين خسائر فادحة بالعتاد والأ... تأهيل خمسة آبار في درعا بمشروع الحزام الأخضر "المركزي": تكاليف الاستيراد أبرز مسببات ارتفاع التضخم "أكساد" تناقش سبل التعاون مع تونس 10 مليارات ليرة مبيعات منشأة دواجن القنيطرة خلال 9 أشهر دورة لكوادر المجالس المحلية بطرطوس للارتقاء بعملها تركيب عبارات على الطرق المتقاطعة مع مصارف الري بطرطوس "ميدل ايست منتيور": سياسات واشنطن المتهورة نشرت الدمار في العالم انهيار الخلايا الكهربائية المغذية لبلدات أم المياذن ونصيب والنعيمة بدرعا الوزير قطان: تعاون وتبادل الخبرات مع وزراء المياه إشكاليات وعقد القانون تعيق عمل الشركات.. في حوار التجارة الداخلية بدمشق بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة