لايكاد يمر يوم، إلا وثمة خطب وقارعة جلل تلقي بظلالها على الوطن العربي ومن الماء إلى الماء، لا أحد خارج هذا الخطر ليس المصيري فقط، بل بكل صراحة يجب القول: إنه الخطر الذي سوف يمحو كل شيء على هذه الأرض، إن ظل العرب نياما ويعتقدون أن كل واحد منهم بمنجى عما يحيط بالاقطار الأخرى.
انتقل العدو الخارجي من العمل على نهب الثروات العربية وسرقتها إلى مرحلة جديدة دفعنا جميعا ثمنها، أعني بها مرحلة استلاب العقول والغزو الثقافي المنظم، وجعل العدو داخلياً، من خلال ما سموه (ثورات) وما جرته من ويلات وكوارث، نعرف نتائجها، وليس ثمة داع لـن نعيد التذكير بها.
وحين أسقط بيد المشغلين، ولم تكن النتائج كما يريدون، كانت الورقة المخفية التي تكمل ما عملوا عليه منذ قرن ونيف، سياسة الأرض المحروقة، وهذه المرة بطرق أكثر خبثاً ودهاء، تدمير ممنهج لكل الطاقات والثروات، والعمل على الحصار، بلقمة العيش، ومن ثم التعطيش الذي يلف المشهد من الحسكة إلى مصر والسودان، وفلسطين، وليس من دولة عربية خارج هذا الاستهداف.
سد النهضة الذي هو واحد من هذه الأدوات في ظل نومة العرب وتبعيتهم، تشير الدراسات التي صدرت إلى أنه لايهدد الأمن المائي العربي فقط، بل يعني ببساطة إذا انهار وهذا متوقع له حسب الدراسات – يعني إزالة السودان من الخارطة، والقضاء على أكثر من 80 مليون مواطن، ناهيك بما سوف يجره على بقية الدول العربية، ولاسيما مصر، وقس على ذلك الكثير من القضايا التي مازال البعض من العرب يظنون أنها مجرد مزحة.
جامعة عربية غطت في سبات واستراح مسؤولوها بعد أن جمدوا عضوية سورية التي كانت تؤرقهم لأنها ببساطة تصوب البوصلة وتضع الجميع الجميع أمام مسؤولياتهم، المرحلة خطرة جداً، ولم يعد أمام الجميع متسع من وقت، لابد من صحوة حقيقية، فهل يفعلون؟
البقعة الساخنة- بقلم أمين التحرير- ديب علي حسن