بات من المؤكد أن القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي بشأن تمديد دخول المساعدات الإنسانية إلى سورية بصيغته النهائية لم يأتِ على هوى ومقاسات الأطماع والأجندات والمخططات الأميركية، ولاسيما أن واشنطن وأدواتها أجهدوا أنفسهم خلال الأشهر والأسابيع الماضية لإخراجه بما يتناسب مع أحلامهم وأحلام أداتهم النظام التركي ومرتزقتهم من الإرهابيين.
فعلى مدى شهور كانت واشنطن ترفع من منسوب تصريحاتها العدائية لسورية، مهددة روسيا وسورية ومتوعدة بتنفيذ ما تريد، ولاحظ العالم كله كيف تحاول استغلال مسألة المساعدات الإنسانية إلى سورية واستثمارها لتحقيق أهدافها الاستعمارية وغاياتها السياسية، وأدرك أصدقاء سورية وحلفاؤها أن تسييس البيت الأبيض لهذه المسألة بلغ ذروته.
لكن حسابات بيدر واشنطن العدوانية لم تنطبق مع حسابات بيدرها ولا مع الحصاد في مجلس الأمن، فقد تمكن حلفاء سورية في المجلس -أي روسيا والصين- من إخراج القرار بصيغته النهائية لمصلحة الدولة السورية، وانتهى توافقهما مع واشنطن بأن يتم إيصال المساعدات الإنسانية من الداخل السوري وليس فقط عبر معبر باب الهوى الذي تصر عليه واشنطن وأدواتها.
لقد كانت أميركا ومعها النظام التركي في السابق يدخلان السلاح والعتاد إلى الإرهابيين في المناطق التي يسيطرون عليها بحجة إدخال المساعدات الإنسانية إلى السوريين، وكان يتم ذلك عن طريق المعابر غير الشرعية التي يسيطرون عليها هم ومرتزقتهم، ليأتي القرار بصيغته النهائية بغير ما تشتهي رياح سفنهم، فقيّد حرية وصول المساعدات الغربية والتركية إلى المسلحين والإرهابيين، ووضع الكثير من القيود على حركة البضائع وحركة الدول الغربية التي كانت تستهتر بالحدود الدولية وتستخدم هذه المعابر خلافاً للقانون الدولي الذي يعترف بالسيادة السورية عليها فقط.
البقعة الساخنة-بقلم مدير التحرير أحمد حمادة