“ناشونال انتريست”: ميركل بطة عرجاء.. فلماذا تزور واشنطن؟

الثورة أون لاين – ترجمة غادة سلامة:

ستلتقي أنجيلا ميركل برئيس الولايات المتحدة جو بايدن قبل نهاية فترة ولايتها الطويلة التي استمرت ستة عشر عامًا كمستشارة لألمانيا، وسيكون هذا هو الاجتماع الأخير لها بصفتها زعيمة ألمانيا حيث ستتنحى بعد الانتخابات الوطنية الألمانية في أيلول المقبل. ولكن لماذا تقوم المستشارة “البطة العرجاء” بزيارة إلى الولايات المتحدة، ما هو إرثها للعلاقة الألمانية الأمريكية وما هي احتمالات استمرار هذه العلاقة مع حكومة ما بعد ميركل في برلين؟ ولماذا الآن؟.
يعلم الجميع في واشنطن أن ميركل في طريقها للخروج وسيكون لها تأثير محدود على السياسة الألمانية في أيامها الأخيرة كمستشارة، وأكبر دليل هو فشلها في المضي قدما في قمة الاتحاد الأوروبي.
وتأتي الزيارة بعد زيارة كبيرة مستشاري السياسة الخارجية لواشنطن والتي نوقشت فيها القضية الخلافية الرئيسية بين الجانبين.
وقد أسقطت إدارة بايدن العقوبات الأمريكية عن هذا المشروع على الرغم من معارضة الكونغرس وإحجام وزارة الخارجية عن رفع العقوبات.
وتحتاج الولايات المتحدة إلى ألمانيا لسياساتها طويلة المدى مع روسيا والصين، وقد وضع بايدن هذه الأولويات الاستراتيجية الأكبر قبل الأولويات التكتيكية التي تتعارض مع أهدافه الاستراتيجية. وتتمثل الأولوية القصوى لبايدن في إصلاح العطل الذي لحق بالعلاقة عبر الأطلسي وخاصة العلاقات الألمانية الأمريكية التي سببتها إدارة ترامب.
لقد بذل الرئيس السابق قصارى جهده لإبراز ميركل وألمانيا باعتبارهما خصمين أكثر من كونهما حليفين، ولهذا سوف تخدم الزيارة الغرض الرمزي المتمثل في “عودة أمريكا” من خلال تسليط الضوء على عودة العلاقات الألمانية الأمريكية، وأن نهج ترامب الذي نفذه سفيره في برلين ريتشارد جرينيل قد انتهى.
وتتيح هذه الزيارة أيضًا نظرة ختامية حول إرث ميركل للعلاقة. هنا الصورة مختلطة بلا ريب. ميركل هي زعيمة المعاملات التي كان عليها إدارة الحكومات الائتلافية خلال فترة ولايتها، ومعظمها مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي. بالإضافة إلى ذلك فهي زعيمة حذرة وعقلانية لم تتشكل فقط من خلال النظام السياسي الألماني المنقسّم ولكن أيضًا من خلال تدريبها كعالمة في ألمانيا الشرقية وجنسها ودينها. وهي ليست فقط أول امرأة تتولى منصب المستشارة ولكنها أول زعيمة بروتستانتية لحزبها الكاثوليكي إلى حد كبير.
تميزت قيادتها بالاستجابات للأزمات بدلاً من المبادرات والتركيز الجغرافي الاقتصادي القوي.وعلى الرغم من هذه القيود تمكنت ميركل من الحفاظ على تماسك أوروبا في خضم أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأزمات اليورو. كما أدارت العلاقات مع واشنطن من خلال أربع رئاسات مختلفة للغاية. تعاملت ميركل مع آفات تلك التجارب بتركيز ثابت على التفاوض من خلالها، وهي استراتيجية استخدمتها في الداخل أو في بروكسل في التعامل مع الاتحاد الأوروبي أو مع واشنطن. في حين أن العديد من نظرائها غالبًا ما يرون فيها الأنانية والنرجسية، وحافظت ميركل على رباطة جأش أكسبتها ستة عشر عامًا في المنصب بينما كانت تشاهد قادة آخرين يأتون ويذهبون.
لقد قادت ميركل ألمانيا نحو أن تكون زعيمة أكثر ثقة بالفعل على المسرح الأوربي والأمريكي.
هذه التجربة ستكون مفقودة في حكومة برلين الجديدة بغض النظر عن تركيبة الائتلاف. وهو تحالف محتمل بين زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي لألمانيا، أرمين لاشيت، وزعيم حزب الخضر أنالينا بربوك، سوف يجلب شخصين يتمتعان بخبرة محدودة في التعامل مع تعقيد سياسات واشنطن. كان هذا صحيحًا أيضًا بالنسبة لميركل عندما تولت منصبها عام 2005 عندما كانت العلاقات الألمانية الأمريكية في أدنى مستوياتها، ولهذا السبب سيتم الترحيب بالمستشارة من قبل رئيس الولايات المتحدة ووزيرة خارجيته، ومن غير الواضح ما إذا كانت القيادة الألمانية الجديدة مستعدة للشراكة مع هذه التوقعات.
من غير المرجح أن تنحرف حكومة ما بعد ميركل بشكل كبير عن المسار الذي سلكته ميركل. فقد أوضح لاشيت أنه سيواصل النهج الجغرافي الاقتصادي تجاه الصين وروسيا وحذر من حرب باردة جديدة مع بكين. وفي اجتماعها مع بايدن قد تحاول المستشارة توفير إطار عمل لفهم كيفية تعامل القادة الألمان مع هذه الأسئلة بينما يحدد بايدن بدوره استراتيجياته وتوقعاته. لكن كلاهما سيدرك أن العلاقة الألمانية الأمريكية معلقة خلال فترة انتقالية يقوم خلالها البلدان بإعادة تعريف كيف ومتى وأين ولماذا يحتاجان بعضهما البعض.
كانت الإجابات التي نوقشت مؤخرًا في قمتي مجموعة السبع وحلف الناتو مقدمة لقرارات سياسية لم تُتخذ بعد. إنهم يحتاجون إلى بعضهم البعض ولكن أقل مما كانوا يحتاجون إليه أثناء الحرب الباردة وبطرق مختلفة، بينما من الواضح أن العلاقة بين ألمانيا والولايات المتحدة اليوم هي أقوى مما كانت عليه في عهد ترامب.

بقلم: جاكسون جينس وستيفن اف زابو

آخر الأخبار
سبعة مخابز مخالفة في درعا  قيمتها 3 تريليونات دولار سنوياً.. السندات الزرقاء أداة مالية واعدة    استنفار إسرائيلي واسع على حدود لبنان وسوريا تحسباً لردود إيرانية محتملة    الطيران المدني السوري يعلن استئناف حركة الملاحة الجوية وفتح الأجواء بشكل كامل    وزير الطوارىء والكوارث .. يحذِّر من تداعيات الهجمات الإسرائيلية - الإيرانية   مقتل سلامي وباقري ورشيد.. الحساب المؤجل لمهندسي المشروع الإيراني في سوريا تعليق شامل للرحلات الجوية السورية وإغلاق المجال الجوي بسبب التصعيد الإقليمي  كوسا لـ"الثورة": بعد رفع حظرها .. " بينانس " تسهيل  استقبال الأموال وتُخفّف الطلب على الذهب   بعد الرد الإيراني.. حديث إسرائيلي عن دمار كبير في "تل أبيب" تسعيرة القمح تصدم الفلاحين في حلب .. موسم جاف وخسائر لا تعوض  ArabNews : إدانات عربية وتركية للهجمات الإسرائيلية على إيران إيران تبدأ ردها الانتقامي بمئات الصواريخ على "تل أبيب" مرسوم بتشكيل اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب ترامب: إسرائيل استخدمت عتاداً أميركياً وحاولت إنقاذ إيران من الإذلال  من يرد المارد الإسرائيـلي إلى فانوسه الدموي ؟  خبراء وباحثون: الضربات الإسرائيلية على إيران تنذر بتداعيات خطيرة  الكردي لـ"الثورة": الهجوم الإسرائيلي على إيران استكمال لمخطط تغيير وجه المنطقة بعد الهجمات الإسرائيلية.. المفاوضات الأميركية - الإيرانية إلى أين؟ الغريب من أنقرة: حلب تتجه نحو الرقمنة ومطار دولي جديد قيد الدراسة إسرائيل تغلق سفاراتها حول العالم.. وتحذيرات للسفن من المرور في البحر الأحمر و"هرمز"