فيما تواصل دمشق جني ثمار صمودها وتضحياتها، تستمر قوى الإرهاب والاحتلال والعدوان بحصد مرارة هزائمها على كل الجبهات وفي كل الملفات، في وقت لا يزال فيه المشهد متلبداً بغيوم التصعيد الأميركية، حيث الأجندة الأميركية تفيض بمشاريع وسياسات الاحتلال والتمدد والغطرسة التي تكسرت مفاصلها في الميدان السوري.
وفيما يقف السوريون على مسافة انتصار جديد، سوف يكون بداية لمرحلة مختلفة تثبت فيها من جهة الدولة السورية قواعد معركتها وتراكم من انتصاراتها وإنجازاتها، وتثبت فيها من جهة أخرى منظومة الإرهاب حوامل هزائمها، لاسيما الولايات المتحدة التي تشتعل قواعدها العسكرية غير الشرعية في الشمال السوري للمرة الخامسة خلال أقل من شهر، في رسائل بالغة الدلالة على أن الاحتلال إلى زوال وأن إرادة الشعوب أقوى وأبقى مهما طال الزمن أو قصر.
متلازمة الصمود والانتصار باتت واقعاً متجذراً في عمق المشهد، وهذا ما تتجاهله حتى اللحظة أطراف وقوى الإرهاب والاحتلال التي بدل أن تقارب المتغيرات والتحولات الجارفة التي تعصف باستراتيجياتها التدميرية بكل موضوعية وواقعية، تذهب بعيداً في هروبها إلى الأمام نحو التصعيد والتسخين الذي يراكم من عجزها وإفلاسها، ويرفع من منسوب هستيريتها وجنونها على الأرض.
المؤكد أن سورية بشعبها العظيم وجيشها الباسل وقائدها الكبير باتت تمتلك زمام الأمور ومفاتيح القرار والخيار في شتى الميادين وعلى كل الجبهات، وهذا ما يضفي على المرحلة المقبلة مزيداً من عناوين النصر والانتصار، برغم اشتداد المعركة والحصار، فما فشل في تحقيقه أعداء الشعب السوري طيلة سنوات الحرب الماضية لن ينجحوا في تحقيقه في ربع الساعة الأخير من المعركة، خاصة وأن السوريين قد أذهلوا العالم في صمودهم وإرادتهم على قهر المستحيل واجتراح المعجزات.
نبض الحدث – فؤاد الوادي