السوريون قطعوا أشواطاً طويلة في مواجهة الحرب الإرهابية والعدوان الخارجي، صمدوا خلال مراحل هذه المواجهة، وحققوا انتصارات منجزة، ويدركون أن أمامهم طريقاً طويلاً وشاقاً من العمل لمراكمة تلك الانتصارات والبناء عليها للنهوض بوطنهم، والارتقاء به إلى مستوى التضحيات التي قدموها، ولديهم الثقة الكاملة بصوابية الرؤية لقيادتهم السياسية، ونظرتها الواقعية والموضوعية في معالجة كل التداعيات السلبية التي خلفتها الحرب، والتي خلقت واقعاً اقتصادياً صعباً أثرت على حياتهم المعيشية.
خطاب القسم المنتظر للسيد الرئيس بشار الأسد، لا شك سيكون نقطة بداية مرحلة جديدة نحو مضاعفة العمل لتجاوز آثار الحرب، فالكل يعلم حجم التدمير والتخريب الذي طال البنى التحتية بسبب الإرهاب والعدوان، آلاف المصانع نهبت وتوقفت عن العمل، وعشرات محطات الكهرباء خرجت عن الخدمة نتيجة اعتداءات الإرهابيين، وخطوط الغاز استهدفت مرات عديدة، وحقول النفط تستولي عليها قوات الاحتلال الأميركي وذراعها الإرهابي “قسد”، والمحاصيل الزراعية تسرق وتحرق، والحصار الاقتصادي يشتد، وكل ذلك أصاب اقتصادنا الوطني بضرر كبير، وتعافي هذا الاقتصاد بشكل كامل، يكون بإعادة ترميم ما دمره الإرهاب، واستعادة ثرواتنا الوطنية من براثن المحتل الأميركي وأدواته، وهذا يحتاج إلى التكاتف والتعاضد، وتضافر الجهود على كل جبهات العمل خلال المرحلة القادمة.
إعادة النهوض بالدولة تحتاج لقرارات مدروسة بدقة تراعي متطلبات كل مرحلة، ويتم على أساسها تحديد الأولويات، لاسيما وأن الحرب المتواصلة بطرق وأشكال مختلفة تفرض واقعها على الأرض، وهنا تبرز أهمية الوعي لإدراك حجم التحديات المنتظرة، والتغلب عليها يكون بالعمل الجماعي، مؤسسات وأفراد، وكل من موقعه، ولاحظنا طوال سنوات الحرب الماضية مدى حرص القيادة والحكومة على تأمين حياة أفضل للمواطن وفق الإمكانيات المتاحة، فرغم العقوبات والحصار الجائر، تم إعادة الحياة للعديد من المناطق المحررة من الإرهاب، وتم إطلاق العديد من المشاريع الإنتاجية والخدمية، وإصدار الكثير من التشريعات والقوانين التي تخدم مصلحة المواطن، وحتى زيادة الرواتب والأجور التي جاءت للتخفيف من المعاناة المعيشية، ما كان لأي دولة أخرى تتعرض لمثل هذه الحرب الشرسة أن تتحمل أعباءها، وهذا يعكس مدى اهتمام الدولة في الارتقاء بالوضع المعيشي إلى مستوى أفضل.
خطاب القسم، لا شك أنه سيحدد إحداثيات المرحلة المقبلة، ويرسم عناوينها وخطوطها العريضة بدقة، وهو ما عودنا عليه الرئيس الأسد في خطاباته السابقة لأكثر من مناسبة، وقد أثبتت الأيام اللاحقة مدى رؤيته الثاقبة في استشراف المستقبل، ومن المؤكد أن شعار حملته الانتخابية” الأمل بالعمل”، سيترجم إلى خطة عمل جادة، وكل سوري شريف معني بتحويل هذه الخطة إلى واقع ملموس على الأرض، عبر حراك وطني شامل في مختلف ميادين وقطاعات العمل والإنتاج، وهذا هو الطريق الأسلم والأقرب كي تستعيد سورية عافيتها، وتعود أقوى مما كانت عليه، والسوريون يمتلكون القدرة والوعي والإرادة الصلبة لإعادة النهوض بوطنهم، ومواصلة الدفاع عنه.
كلمة الموقع – ناصر منذر