الثورة أون لاين:
ما من شاعر امتلك ناصية الإبداع إلا وكانت الشام قصيدته الخضراء كتب فيها الكثيرون وسوف يكتب أيضا الكثيرون .من هؤلاء الشاعر نجيب جمال الدين الذي حلق عاليا في إبداعه حين كتب عنها وهي الكنز الأغلى ..
ما أشبه الأمس باليوم واليوم بالأمس سمو الموقف والنضال والمواجهة …نجيب جمال الدين كأني به ينشد من فوق قاسيون:
وقل هي الشام لا خمر ولا جسد…حتى ولا الزينتان المال والولد
وقل هي الشام كاد الوجد يقتلني … والشام تحمل وجدي عندما أجد
من مطلع الشمس في أقصى الخليج إلى … باب المحيط وأهلي فرقة بدد
كأنني شاعر في موت أندلس … يقفو المعالم يرثيها ويجتهد
أو شاعر الطلل الراني إلى طلل … والدوح أقفر والعلياء والسند
أو أنني ذاك مع قنديله بضحى … يمشي يفتش عن شخص فلا يجد
واستوطن الكمد الشاتي على هدبي … وكنت ياشام صحوا فانتهى الكمد
خذني إلى الشام مالي غيرها أمل … لم يبق ياشام إلا الشام والأسد
رازوا فزانوا وقالوا كلمتان هما … وباشروا العدّ حتى أرهق العدد
وهج من الشام في كفيك وقدته … أشعل به الشرق غطى ليلنا البرد
خذني إلى الشام عمري أكبراه بها … أمسي ويومي وأرجو أن يكون غد
خذني إلى الشام إني غير منتجع … فيها الحصاد وأني غير من حصدوا
فأمي الشام كانت مذ أنا ولد … وأمي الشام حتى يهرم الولد
قد تكذب الشمس في صبح إذا وعدت … وتصدق الشام في صبحين إذ تعد
والشام تبقى بأفق الشعر كوكبه … والشاهدون أنا والعتق والجدد
والشام تبقى وردّ الله أعينهم…دار الصمود وتبلى عينه الحسد
.