الثورة أون لاين – فاتن دعبول:
استطاع الشاعر والإنسان المناضل جميل حداد أن يكتب سيرة حياته ويصوغ محطاتها بمواقف كانت في كل منها سيرة ذاتية تشهد له عن قيم إنسانية جسدها في المواقع التي كانت له تكليفا وليس تشريفا، ويؤكد إخلاصه ووفاءه في عمله القاصي والداني.
وفي الندوة التي حملت عنوان” بيادر الإبداع” بمشاركة نخبة من فرسان الكلمة، وحضور جمهور من الأصدقاء الذين أثنوا على موهبة الشاعر وسيرته العطرة، نقف عند بعض ماجاء فيها من محطات:
تاريخ وطن
ففي مداخلته تمنى د. أحمد بدر الدين حسون مفتي سورية لو أن لقاء الشاعر جميل حداد في جامعة دمشق ليقول للمستقبل هذا تاريخكم، وخصوصا أن اللقاء محوره قراءة تاريخ وطن، مثلت في رجل، حاولوا أن يمحوا الذاكرة فيه، وأن يضعوا له مستقبلا يصاغ من أيد ليست سورية، لكن الأمناء على الأمة استطاعوا أن يغرسوا غراسا ستبقى لأجيال، ولا تظنوا أنه سينسى.
وأضاف: جميل حداد من أسرة كتبت على صفحات الوطن، بذوق رفيع من الشعر، ونحن اليوم لا نكرم شخصا، إنما نكرم أمة سورية، هذا الوطن صاغته السماء ليستقبل 4000 آلاف من الأنبياء، اختار الله أرضنا لتنير على العالم كل رسالات السماء.
قيم إنسانية
وبين د. محمود السيد أهمية الموهبة الشعرية التي يمتلكها جميل حداد، وقد ظهرت موهبته بعد الثمانيات، حيث تفجرت وتدفقت عطرا وشذى وقيما إنسانية، يقول:
رأيت القدس تبحث عن قضية فقلت لها أفي الدنيا صديق؟
أجابتني وفي عينيها دمع لقد ضاعوا وضل بها الطريق
وفي بيادر الإبداع موهبة شعرية وشعرا عموديا موزونا، مقفى، وقيم إنسانية في مقدمتها الوفاء.
الوطن يسكنني
وبحديث القلب والوجدان قدم الشاعر جميل حداد كلمة اختتم فيها لقاء اتسم بمعاني الوفاء بين أصدقاء ساروا على دروب الوطن عطاء وتضحية وبناء، يقول:
الوطن الصغير يسكنني حيث سرت وأنى اتجهت، ماحل بوطني جرح راعف لن يندمل، لكن ثقتي بهذا الشعب الذي خبرته من زمن بعيد لا حدود لها، فالسوريون كطائر الفينيق
ينهض من تحت الرماد، ولدي قناعة بأن سورية ذاهبة إلى صبحها وشروقها، فما بعد الظلمة إلا النور.
وأضاف: إن البعد عن الوطن غربة، فحبي للوطن موثق بالفطرة، والبعد عن الوطن يؤدي إلى فقدان الحياة رونقها وبريقها لتبدو بألوان باهتة وشاحبة، وإنني أنحني إكبارا وإجلال لأرواح شهداء الجيش العربي السوري الذين سيجوا حدود الوطن بأهداب عيونهم ودماء قلوبهم، وتقديري للشعب الصامد الذي يأبى أن ينحني أو يذل.