الثورة أون لاين – ريم صالح:
كم هو غريب ومثير للشفقة حال منظومة العدوان على سورية، فهي إلى الآن لم تدرك ما الذي يمثله السيد الرئيس بشار الأسد في منظور وفهم وقناعة ووجدان السوريين، ولماذا اختاروه قائداً لهم دون سواه، كما أنها حتى اللحظة لم تع بعد ما الذي يريده السوريون، وكيف ينظرون إلى غدهم القريب والبعيد، وما هو الشيء الذي يريدون أن يورثوه لأبنائهم وأحفادهم من بعدهم.
السوريون اختاروا الرئيس الأسد قائداً لهم، لأنهم وجدوا فيه ضالتهم المنشودة، فهو الأقدر على صون حقوقهم ومكتسباتهم، وهو الوحيد الذي يستطيع أن يرسو بسفينتهم على بر الأمان والاستقرار، رغم أعاصير التضليل الغربي الهوجاء.
اختاروه، وانتخبوه، وهتفوا لأجله، لأنه هو القائد الرمز، والبطل الأسطورة الذي تحدى الكون بأسره من أجل سورية حرة، سيدة، مستقلة، و لأنه لم، ولن، بل ومن المحال أن يقبل بلغة الابتزاز السياسي الرخيص، أو المساومة الدونية على ثوابت السوريين الوطنية، اختاروه لأنه كان لهم الأب والحامي، والمدافع، اختاروه لأنه منهم، وهم منه.
لكن المؤكد لنا هنا هو أن محور التآمر الكوني على سورية، ومحاولة شيطنتها هوليودياً لا يريد أن يسلم لمعطيات الميدان السوري التي تفيد بأن السوريين انتصروا، وبأن جيشهم الباسل حرر الأرض من رجس التكفيريين، وزمرهم المأجورة، وبناء عليه لا يريد أن يستسلم لإرادة السوريين، أو أن يكف شره وتدخلاته اللا شرعية واللا قانونية في خياراتهم السيادية.
السوريون متشبثون بثوابتهم الوطنية، وبسيادتهم على أرضهم، وباستقلالية قرارهم الوطني الحر، بل ومصرون على المضي قدماً بخيار المقاومة والممانعة، رغم أنف نظام الإرهاب الأمريكي، ومعه أنظمة الانقياد الأوروبية المعادية، وكيان الاباراتيد الصهيوني، ونظام الانتهازية واللصوصية التركي، فهو أي خيار المقاومة، هو الخيار الأوحد لتحرير الأراضي المغتصبة، ولتطهير ما تبقى من أراض مفخخة بدنس الإرهابيين، والانفصاليين، والعملاء.
ما نقوله هنا ليس مجرد كلام، وإنما هو استراتيجية رسمها السوريون منذ الأزل، وساروا عليها، وخطها حماة الديار ببندقية صون الأرض والعرض، ودحر الغزاة المعتدين، ومرتزقتهم المارقين، مفادها الوطن أولاً، وثانياً، وثالثاً، وأخيراً، استراتيجية رسمها بواسل الجيش العربي السوري بريشة الاستبسال، والإيثار، والتضحية بالروح والدم من أجل الوطن، وترجموها بعمليات تحرير وتطهير ميدانية على كامل فسيفساء الجغرافيا السورية من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها.
ومع ذلك فإننا لا ولن نستغرب إذا ما أقدمت إدارة البلطجة والتورم الإرهابي الأمريكية على المزيد من الحماقات الميدانية، أو التلفيقات السياسية، أو الروايات الدبلوماسية الأفاقة حيال الدولة السورية، فهي قد حٌشرت في خانة الإفلاس والهزيمة، وما أداء القسم الرئاسي إلا أكبر صفعة على وجه كل من توهم أن باستطاعته أن يملي إرادته على السوريين، ويفرض عليهم مشيئته.
المؤامرة انتهت نقول للواهمين.. وكفاكم نطحاً لطواحين السراب.. فأنتم مهزومون، وقدركم الحتمي هو الزوال والاندحار، وسورية للسوريين، ولن يكون فيها مكان للمعتدين، ومصيرهم سيكون قولاً واحداً مزابل العار والخزي.
