الثورة أون لاين – عائدة عم علي:
تحت شعار من دمشق الصمود إلى القدس، أحيت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في الساحة السورية فعاليات إحياء الذكرى ال54 لانطلاقتها في مهرجان جماهيري حاشد بالمركز الثقافي العربي بالميدان في تجديد للعهد والولاء والانتماء لأرواح الشهداء الذين عمدوا بدمائهم الطاهرة طريق النضال من اجل تحقيق الأهداف التي قضوا من أجلها, وفي سبيل الارتقاء بالحالة الوطنية وهم من صنع مجد هذه الانطلاقة وقادوا العمل الوطني الفلسطيني في أشد وأحلك الصعاب.
وأكد الدكتور سمير الرفاعي سفير دولة فلسطين في دمشق أن جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تشكلت في القدس وشاركت في معارك عديدة للدفاع عن الثورة الفلسطينية والثوابت الوطنية في تعزيز النضال والوحدة وتحرير فلسطين حيث شاركت في حرب لبنان عام 1978 و1982 وكذلك شاركت في العمليات الفدائية داخل فلسطين المحتلة.
وأشار الرفاعي إلى أن جبهة النضال كانت ولا تزال تحظى بدور فاعل في إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية والحفاظ على الثوابت الوطنية التي تضمن استعادة كافة حقوق الشعب الفلسطيني.
وأشاد السفير بدور الجبهة الهام والمميز في تعميق وتعزيز ومضمون الوحدة الوطنية لكل القوى وفصائل العمل الوطني لتكون تحت السقف الوطني في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني كونها تمثل كل القوى فصائل العمل الوطني.
وثمن الرفاعي صمود أبناء شعبنا في مواجهة الاحتلال وإجباره على التراجع عن إجراءاته التهويدية في المسجد الأقصى، مؤكداً أن هبة القدس أظهرت التلاحم بين الشعب الفلسطيني واحترام العالم لهذا الشعب المقاوم في توحيد جبهته الوطنية، ولهذا فإن التأكيد على الوحدة والحفاظ على الثوابت الفلسطينية هي السبيل الوحيد لمواجهة هذا العدوان الصهيوني المجرم وداعميه من الغرب وأميركا ودول التطبيع.
من جانبه أكد الدكتور محمد قيس الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي-التنظيم الفلسطيني، أن إقامة هذه الفعالية تدل بين معانيها على استمرار مسيرة جبهة النضال في العمل الوطني الذي انخرطت فيه منذ بداياتها حيث قدمت المثل الأعلى في التفاني من أجل تحرير فلسطين.
وقال قيس إننا في هذه المسيرة النضالية نؤكد على خندق التلاحم المصيري بين سورية وفلسطين أرضاً وشعباً, وتطبيقاً للنهج النضالي لمواجهة كل أشكال الإرهاب الإجرامي حيث يواصل الجيش العربي السوري تصديه لهذه المجموعات التكفيرية للقضاء على الإرهاب بكل مسمياته وإحراز النصر المؤزر مهما بلغت التضحيات.
وأضاف أننا في هذه المناسبة على موعد مع النصر مجددين العهد لشهدائنا الأبرار الذين سطروا بدمائهم الزكية أزكى ملاحم الصمود، وكذلك الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال الصهيوني مؤكداً على وجوب استنهاض الجماهير العربية على امتداد الوطن العربي للوقوف بحزم وفاعلية إلى جانب الشعب الفلسطيني في دفاعه عن أرضه ومقدساته.
من جانبه قال قاسم معتوق عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني مسؤول الساحة السورية بأن جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تأتي هذا العام لتوقد شمعة انطلاقتها ال54 خلال مسيرة نضالية حافلة قدمت خلالها التضحيات والشهداء والأسرى.
وأضاف: تأتي ذكرى الانطلاقة في ظل ظروف معقدة حيث التهويد ومصادرة الأراضي والاستيطان التي تقوم بها حكومة هذا الكيان العنصري يفرض علينا تحديات كبيرة ويترتب عليها استحقاقات أكبر تبدأ بتجسيد الوحدة الوطنية الحقيقية وإنهاء الانقسام والبدء بحوار وطني فلسطيني شامل لمواجهة التحديات، كما تزامنت الانطلاقة بإطلاق شرارة المقاومة الشعبية من القدس رافضة كل الإجراءات التهويدية بدءا من الشيخ جراح وسلوان وبيتا.
واستذكر معتوق، شهداء الجبهة وفي مقدمتهم القائد المؤسس سمير غوشة فارس القدس، وكل مناضلي الجبهة الذين لا زالت بصماتهم مؤثرة في مسيرة نضال شعبنا الفلسطيني، داعياً إلى توحيد الجهود وحشد كافة الطاقات والإمكانات لمواجهة التحديات والمخاطر التي تعترض المشروع الوطني الفلسطيني وتعزيز كافة أشكال وأساليب النضال الشعبي لتشكل يوميات نضالية على أجندة كافة القوى الوطنية.
حضر الفعالية عدد من قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية والأحزاب الوطنية السورية والفلسطينية ونخبة من الباحثين والمهتمين وأساتذة جامعات، وفعاليات ثقافية واجتماعية.
