الثورة أون لاين – حسين صقر:
لا يخفى على أحد أن التماسك الاجتماعي هو الأساس المتين الذي ترتكز عليه مقومات الدولة، لكونه يشير إلى العلاقات والتفاعلات داخل المجتمع، ويبنى على جهود جماعية تؤسس لتوازن فكري، ديمقراطي، ثقافي اقتصادي، وسياسي، لتشكل هذه العوامل مجتمعة هوية تلك الدولة وديناميكيتها.
ومن هذا المنطلق أكد السيد الرئيس بشار الأسد في كلمة له بعد القسم الدستوري على أهمية التماسك الاجتماعي ورص الصفوف، لأن الهدف منه وضع أسس متينة تقوم عليها صروح المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص، وتعزيز فكرة المواطنة، حيث المجتمع المتماسك يساهم بشكل رئيسي بعملية الاستقرار الاجتماعي وكل ما يتعلق بها، وخاصة الأسس التي يبنى عليها الازدهار والنمو والفاعلية، في وقت ما زال وطننا يخوض معاركه ضد الإرهاب، وسوف يخوض معركة إعادة الإعمار نتيجة الحرب العدوانية الظالمة التي شنتها منظومة العدوان وتوابعها من العملاء عليه.
وبالتالي فتعزيز التماسك الاجتماعي يتطلب المشاركة الحقيقة والتعاون النشط من جميع الجهات الفاعلة في المجتمع، كالحكومة وقطاع الأعمال والمجتمع المدني للقيام بعمل جماعي مشترك، يؤدي إلى رسم سياسة مستقبلية يحقق عبرها جميع أفراد المجتمع أهدافهم، ويبلغون العلياء، خاصة وأن منطق التماسك الاجتماعي ضمانة لمستوى لائق من المعيشة يسمح للناس بأن يحكموا أنفسهم بأنفسهم على مبدأ الديمقراطية الحقيقية، وهذا بدوره يطل على نافذة مهمة هي الحوار الذي يجب تفعيله بين مختلف الشرائح وعلى كل المستويات.
وهو ما أكده الرئيس الأسد أكثر من مرة، لأن الحوار المنشود هو الحوار البناء الهادف لإيجاد الحلول وتطبيقها، وليس الحوار من أجل الحوار فقط، حيث الحوارات باتت حاجة ملحة لكل مجتمع تُفرض عليه تحديات كبرى كالتي نواجهها، والتي تتطلب تماسكاً ووعياً مجتمعياً لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الجلوس مع جميع الأطراف والتحاور معها.
الرئيس الأسد أكد أننا حققنا معاً المعادلة الوطنية، فنحن شعب غني بتنوعه، لكنه متجانس بقوامه، حر متنوع بأفكاره وتوجهاته لكنه متماسك ببنيانه، رفيق حتى بخصومه لكنه عنيد بوطنيته متحد بعنفوانه شرس بالدفاع عن كرامته،
وهذا دليل على الوعي الشعبي الذي
يشكل الحصن الحصين لذلك التماسك الذي يقوم أصلاً على مفهوم تقسيم العمل والمسؤوليات وشعور الجميع بأنهم يكملون بعضهم البعض، هذا في ظروف السلم، فكيف إذا كان أفراد المجتمع خارجين من تبعات حرب كارثية، أو ما زالوا يعانون تلك التبعات، لأن ذلك بالنهاية يعكس التجانس الاجتماعي الذي يدعو للتمسك بالسيادة والحقوق، ويعطي القدرة على فهم المخططات التي تحاك ضد كيان الدولة، وتعزيز القدرة على المواجهة وتخفيف الأضرار ما أمكن.
وإذا عدنا لتعريفات التماسك الاجتماعي فهو يستعمل في وصف الحالات التي يرتبط فيها الأفراد واحدهم بالآخر بروابط اجتماعية إما بدافع الإغراء أي إغراء الجماعة الصغيرة لأعضائها أو بدافع المصالح والأهداف أي المصالح التي يحققها أعضاء الجماعة خلال انتسابهم لها، لأن هؤلاء الجماعة سوف يشكلون كلاً واحداً لمواجهة التحديات التي تفرض عليهم أو تعترض طريق تقدمهم.