بقلم مدير التحرير أحمد حمادة
حمل خطاب السيد الرئيس بشار الأسد بعد أدائه القسم الدستوري مضامين عديدة، في الوعي والانتماء الوطني، في مواصلة الحرب على الإرهاب، وفي تحرير الأراضي السورية المحتلة من رجس الإرهابيين وداعميهم من القوات الأجنبية الغازية، في صمود السوريين وبطولة جيشهم الباسل، وفي تحريرهم لمعظم الأراضي التي دنسها الإرهابيون والمحتلون.
حمل الخطاب مضامين ثرة في الدفاع عن سيادة سورية ووحدتها، وفي التغلب على الحصار الجائر والعقوبات الظالمة، في تجاوز الصعاب الناجمة عن الحرب الإرهابية على سورية والمتواصلة منذ عقد من الزمن، وفي الثقة بالمستقبل الواعد، في الإيمان بحتمية النهوض من تحت الرماد، وفي الإيمان المطلق بفشل مخططات منظومة العدوان بتقسيم سورية ومحاولة ربطها وربط مشيئتها وقرارها بمنظومة العدوان.
مضامين عديدة وغنية لكن الرئيس الأسد لم يكتف بسردها بل بنى في ثناياها ركائز العمل والمنهج الذي علينا اتباعه للوصول إلى بر الأمان، ومعها أيضاً ركائز الوعي والانتماء الوطني لمواجهة الأعداء ورياحهم العاتية، ومواجهة الإرهاب، فتوقف مطولاً عند تفاصيل عوامل الأمان وبناء المستقبل وإعادة الإعمار، وتوقف مطولاً عند التمسك بعروبتنا بمفهومها الحضاري العميق وفكرنا الحضاري الضارب بجذوره في أعماق التاريخ، لأن أمواج القوى الاستعمارية مستمرة ولا تتوقف عن ضرب تلك البنى الحضارية لثقافتنا وقيمنا ووجودنا.
أما المرتكز الأهم الذي ساقه الرئيس الأسد فهو الوعي والانتماء الوطني الصادق، حين قال مخاطباً السوريين بأنهم برهنوا بوعيهم وانتمائهم الوطني خلال الحرب العدوانية أن “الشعوب الحية التي تعرف طريقها إلى الحرية لا تتعب في سبيل حريتها مهما طال الطريق وصعب ولا تهون عزيمتها أو تفتر همتها في الدفاع عن حقوقها مهما أعد المستعمرون من عدة التوحش والترهيب”، فقد أرادوها فوضى تخرق وطننا فكان هناك الترياق الذي يبطل زيفهم ويقوض أهدافهم.
بالوعي، الذي سلط الرئيس الأسد الضوء عليه، نرسم دروب المستقبل، ونعيد بناء الوطن أفضل مما كان، ونزيل الغشاوة عن العيون، والغمة عن العقول، وبالانتماء الوطني الصادق ننتج القدرة الفائقة على النظر إلى الأمام برؤية عميقة، ونظرة صائبة وواضحة وثاقبة، بهما، وبإرادتنا وعزيمتنا وصمودنا، نطوي صفحات الإرهاب ونحرر الأرض، ونحاصر الحصار، وننتج ما يكفينا ويزيد، ونجبر الغزاة على احترام خياراتنا وثوابتنا ودستورنا وسيادتنا على أرضنا، ونجبرهم على احترام قرارنا الوطني المستقل.