الثورة أون لاين:
تطمح رياضة رفع الأثقال إلى البحث عن المصداقية في دورة الألعاب الأولمبية بالعاصمة اليابانية طوكيو ، بعد سلسلة فضائح المنشطات والفساد، عقب التدقيق الكبير، الذي خضع له الرياضيون المشاركون.
وحذّر رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني، توماس باخ في شباط الماضي من أن الوضع يزداد خطورة، في مواجهة ركود هذه الرياضة التي تعتمد على القوة والتي كانت تمارس في العصور القديمة.
وأعربت اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية الدولية عن قلقها البالغ إزاء عدم وجود تغييرات مهمة بخصوص الإدارة والثقافة داخل الاتحاد الدولي لرفع الأثقال. العديد من التغييرات التي طلبتها اللجنة الأولمبية الدولية، والوكالة الدولية للفحوصات ومن قبل خبراء مستقلين تم تجاهلها من قبل الاتحاد الدولي لرفع الأثقال على الرغم من تحذيراتنا.
وهدد رئيس الهيئة الأولمبية الدولية، قائلا إنه : إذا استمر الاتحاد الدولي لرفع الأثقال في تعيين المسؤولين المشكوك فيهم وتجاهل الإصلاحات المطلوبة في مكافحة المنشطات والحوكمة، فسيتعين على اللجنة الأولمبية الدولية إجراء دراسة بشأن برنامج الألعاب الأولمبية لعام 2024 في باريس ودورات الألعاب الأولمبية المقبلة.
وسيكون استبعاد رفع الأثقال من الألعاب الأولمبية تاريخيا. لم يكن رفع الأثقال حاضراً منذ الألعاب الأولى في العصر الحديث، في أثينا عام 1896، واللجنة الأولمبية الدولية لم تعاقب رياضة بهذه الطريقة منذ كرة القدم عام 1932 وكرة المضرب من عام 1928 إلى عام 1964، لانتهاكها قاعدة الهواة التي كانت أساسية آنذاك.
واهتزت رياضة رفع الأثقال منذ سنوات بسلسلة من فحوص إيجابية للمنشطات، وكذلك من خلال اتهامات بالفساد، ما جعل الاتحاد الدولي لعدّة سنوات تحت أعين اللجنة الأولمبية الدولية التي هدّدته سابقا باستبعاده من الهيئة الأولمبية. حتى الملاكمة التي راكمت منذ سنوات عدة العديد من المشاكل المالية والتحكيمية المثيرة للجدل، استفادت من حل بالمقاس حيث سحبت اللجنة الأولمبية الدولية من الاتحاد الدولي للعبة تنظيم التصفيات المؤهلة للألعاب الأولمبية، لكنها أبقت على هذه الرياضة في طوكيو.
ليس هناك ما يضمن لرياضة رفع الأثقال هذا النوع من التسوية، فهي متطورة جدا في أوروبا الشرقية وآسيا والشرق الأوسط، لكنها لا تجذب كثيرا في باقي أنحاء العالم، وتقدّم تبايناً واضحاً مع الرياضات الشابة والمذهلة التي تحظى بتقدير من اللجنة الأولمبية الدولية.
ورغم أن المسابقة الأولمبية في اليابان ستقام دون عوائق، فقد قرّرت اللجنة الأولمبية الدولية خفض الحصص المخصّصة لها في أولمبياد باريس 2024، وإلغاء أربع مسابقات ليصبح عدد المشاركين 120 رباعا ورباعة مقابل 196 في طوكيو و260 في ريو دي جانيرو 2016.
وطفا الخلاف بين الطرفين على السطح عندما قامت قناة (ARD) الألمانية بنشر تحقيق في كانون الثاني 2020 لفضح (ثقافة الفساد) السائدة داخل الاتحاد الدولي لرفع الأثقال، لإخفاء الاستخدام المكثف للمنشطات.
وبعد خمسة أشهر، أصدر المحامي الكندي ريتشارد ماكلارين تقريراً يدين الاتحاد الدولي لرفع الأثقال ورئيسه السابق المجري تاماس آيان، متطرقا إلى (التستر) على 40 فحصا إيجابيا للمنشطات، فيما كشفت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات بدورها عن احتيال 18 رباعا من ست دول، للاشتباه في أنهم قدموا عينات بول زائفة بتواطؤ مع رياضيين يشبهونهم.
وفي السنوات الأخيرة، تعيَّن على الاتحاد الدولي استبعاد روسيا وأرمينيا وأذربيجان وبيلاروسيا والصين ومولدافيا وكازاخستان وتركيا وأوكرانيا، وحرم تايلاند ومصر وماليزيا وأخيرا رومانيا من أولمبياد طوكيو.
ويضاف إلى هذا الغش المستوطن خداع المسؤولين السابقين، كشفت الوكالة الدولية للفحوص عن تدخلات مباشرة للسماح للرومانية روكسانا كوكوس بالفوز بالميدالية الفضية في أولمبياد لندن 2012 بينما كانت تحت وطأة إيقاف مزدوج.