الوطن لأبنائه، كل أبنائه، يثرى ويتطور ويغنى بهم، وبما يقدمونه، داخل ترابه وخارجه، حيث كانوا، أينما حلوا، هذه حقيقة يعرفها السوريون أكثر من غيرهم، فهم منذ مطلع القرن الماضي كانوا يدقون سواحل العالم في المغترب، هرباً من بطش وجور العثماني، حملوا معهم تراب وآمال الوطن، عاشوه، تعاضدوا معه، كان في كل خفقة ونبض، وعادوا إليه، بلسموا جراحه.
واليوم إذا عملت الحرب العدوانية والعصابات الإرهابية على فرض هجرة قسرية على الكثيرين من أبناء سورية، فإن ذلك يشكل جرحاً نازفاً في خاصرة الوطن، ومع أن الآلام كبيرة لكن الوطن ممثلاً بالدولة لم يكن خارج متابعة أوضاع الذين ضاقت بهم سبل الدنيا، فكان نداءالعودة، والعمل عليه ليس قولاً، إنما فعل على أرض الواقع، فكلما تحررت منطقة ما من سيطرة الإرهاب، عمدت الدولة مباشرة إلى إعادة ترميمها، وإصلاح ما خربه الإرهاب، وعمدت إلى تامين سبل عودة المهجرين إلى حيث بيوتهم .
هيأت لذلك البنية التحتية، الأمن والآمان الاجتماعي والنفسي، وذلك من خلال إجراءات كثيرة تخللها الكثير من التشريعات ومراسيم العفو لمن يظن أنه قد تتم مساءلته، وعاد الكثيرون إلى حيث قراهم ومدنهم، وهذا تدل عليه الأرقام والوقائع، الوطن الذي يعرف كيف يكون بلسماً لجراح أبنائه، يطلق النداء لهم ويعمل من أجل عودتهم، وقد عبّر عن هذا السيد الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم، وهو الذي رآهم سفراء للوطن، ورصيداً له حيث كانوا، وقد حان وقت عودتهم، من هنا تأتي أهمية المؤتمر الدولي الذي يعقد في دمشق، في قلب الوطن وليس خارجه.
وكان (المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين عقد في تشرين الثاني عام 2020 ودعا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم المناسب لتوفير السكن للمهجرين وعودتهم للحياة الطبيعية وزيادة مساهمته ودعمه لسورية، بما في ذلك العمل من خلال تنفيذ المشاريع المتعلقة بإعادة الإعمار المبكر متضمنة المرافق الأساسية للبنية التحتية مثل المياه والكهرباء والمدارس والمشافي وتقديم الرعاية الصحية والطبية والخدمات الاجتماعية ونزع الألغام).
نداء الوطن اليوم وكل ساعة سيبقى عالياً، وكرامة السوري في وطنه هي الأغلى والأثمن، فلبوا النداء.
نبض الحدث- بقلم أمين التحرير- ديب علي حسن