ملاذ بحري…!

استغرقها التردد بضعة أيام، أخيراً، قررت المغامرة وأخذ الطفلتين والذهاب في نزهة قصيرة…

الجو اللاهب المفعم برطوبة الساحل المزعجة في مثل هذا الوقت من الصيف، جعلها تخرج من منزلها قرابة السادسة مساء…

استقلت تكسي بعد مجادلة معه بسبب سعر الأجرة باعتبار أن المسافة لاتتجاوز الكيلومترين، وحين نزلت ناولته الأجرة المتفق عليها صفق الباب بغضب شديد، خجلت من تصرفه الأرعن أمام طفلتيها، ولكنها تجاهلت الأمر..

حاولت جعل المسافة المتبقية والتي أيضاً تقارب الكيلومتر ممتعة، أخرجت من حقيبتها بعض قطع الحلوى و أعطتها للطفلتين.

تارة تبطئ الخطا وتارة تستعجل ،والطفلتان تتذمران وهي تحتال عليهما…

ما إن بدأت ملامح الكورنيش الغربي في مدينة اللاذقية تظهر وعلى الجانب الأيمن بعض الأكشاك المنتشرة،حتى سارعت الطفلتان للتعلق بوالدتهما وحثها على شراء بعض البسكويت والمرطبات، امتثلت لطلباتهما، ولكنها فجعت بالمبلغ الكبير الذي دفعته…

مع اقتراب ملامح بحرية ظهرت كفتيريا في مكان منخفض، على يمين الشارع فيها بعض الكراسي ذات اللون الأرجواني، وظهر فتى مع صديقه وهما يتضاحكان وينظفان أرضية الكفتريا وكأنهما اعتادا الأمر…

لم تعجب الكفتريا (الطفلتين)، لأنها لاتطل على البحر ووالدتهما وعدتهما بالجلوس قرب البحر، احتارت كيف تسيطر على مزاج الطفلتين، وهما لاتريان سوى تلك الأكوام من حاويات البضائع الضخمة قرب المرفأ والتي تسد منافذ البحر بحيث لايظهر سوى جزء قليل منه، ماإن تجلس على تلك الكراسي الشاحبة، حتى تشعر أن دهراً مضى على رميها قرب هذا الكورنيش المهمل حد الثمالة، يداهمك إحساس مزعج …

هي تدرك سبب هذا كلّه، وكثيراً ماقرأت عن اعتراضات حجب رؤية البحر، وعدم وجود ملاذ بحري بسعر رخيص يلائم الوضع المعيشي بكلّ الهاربين من جحيم لهيب منازلهم، ولكن كيف تقنع الطفلتين التي لم تتمكن من التعامل مع إحباطهما …

لم تفكر طويلاً… بإخفاقها بإقناع الطفلتين في نزهة اعتقدت أنها ستكون تكاليفها زهيدة، ووعدتهما بالتعويض لتخفف من حدة تذمرهما….

ولكن ماأقلق تفكيرها وأدخلها في دوامة من القلق، أي مستقبل ينتظر هذا الجيل ، إن كانت عاجزة عّن تأمين أبسط الأشياء لهما، وإذا كانت تلك الحاويات المتموضعة بغرور مريب تعيق نظرة طفولية إلى بحر لطالما كان فيما مضى حلماً متاحاً.!!

رؤية- سعاد زاهر

آخر الأخبار
إزالة 32 مخالفة تعدٍّ على خطوط مياه الشرب في درعا "الجبهة الوطنية العربية" تقدم مساعدات طبية إسعافية لصحة درعا وزير الإعلام من حلب: إعادة هيكلة الإعلام الحكومي.. وعودة الصحافة الورقية منتصف أيلول  خطة عاجلة لتأمين الاحتياجات الأساسية بدرعا للمهجرين من السويداء متابعة الخدمات الصحية المقدمة في المركز الطبي بقطنا صحيفة الرياض: استعادة سوريا لمكانتها العربية ضرورة وليس خياراً مناشدات لتخفيض أسعار الأعلاف بعيداً عن تحكم التجار.. الشهاب لـ"الثورة": نعمل على ضخ كميات كبيرة في ا... الذهب يسجل أرقاماً جديدة.. والدولار دون السعر الرسمي بأكثر من 800 ليرة حملة "أنقذوا حمزة العمارين" تتصدر المشهد في السويداء وسط مطالبات بإطلاق سراحه أطباء بلا حدود: انهيار صحي واحتياجات إنسانية متفاقمة في سوريا رغم انتهاء الحرب جمال الأسواق الشعبية في سوريا.. عمارة تنبض بالهوية وتُعانق الحياة اليومية بين المعاهد التقانية وميدان العمل.. كفاءات وقوة في مشهد الاقتصاد والتنمية تقاذف للمسؤوليات والسكان يطالبون بحل.. أزمة نظافة حادة في جرمانا السلم الأهلي خط الدفاع الأول لبقاء الوطن 40 بالمئة انخفضت أسعار العقارات وتوقعات بموجة هبوط خبير عقاري يكشف لـ"الثورة".. أزمات السيولة والتضخ... لقاء أميركي أوروبي للتوصل إلى اتفاق تجاري وتجنب حرب تجارية التكنولوجيا ليست ترفاً.. المهندس هرم جمول لـ"الثورة": "الخطوط النارية" لحماية الغابات سوريا الجديدة.. سعي مستمر لصناعة السلام ودفع عجلة الاقتصاد القبض على عناصر خلايا إرهابية بعمليات نوعية في اللاذقية غزة .. ممرات إسرائيلية مزعومة والمجاعة تواصل فتكها بالأطفال