التواطؤ الأممي جريمة أخرى

 

استمرار نظام أردوغان باستخدام مياه الشرب كسلاح حرب ضد أهالي الحسكة، يطرح علامات استفهام كثيرة حول صمت الأمم المتحدة، وعدم اتخاذها أي إجراءات رادعة توقف جرائم الاحتلال التركي، ولاسيما أن الوضع الناجم عن جريمة قطع المياه لم يعد يحتمل في ظل التهديدات الصحية المرتبطة بانتشار كورونا، فضلاً عن الظروف المناخية شديدة الحرارة، حيث التحكم من قبل هذا المحتل بعمليات الضخ من محطة علوك يحرم مليون مواطن في الحسكة وريفها من المياه.

استخدام المياه كسلاح حرب ضد المدنيين، يعد جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الإنساني الدولي، ولكن يبدو واضحاً أن ولاء الدول الغربية للسياسة الأميركية العدائية تجاه سورية، يتقدم على مسألة احترام تلك الدول، للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان، وهذا يفسر تعامي المنظمات والهيئات الدولية عن جريمة قطع المياه في الحسكة، فالنظام التركي لم يكن له أن يستمر بارتكاب هذه الجريمة لمرات عديدة، وعلى فترات متفاوتة، لولا وجود تعليمات أميركية واضحة، فهذا النظام هو رأس الحربة في تنفيذ المشروع الصهيو-أميركي المعد لسورية وشعبها، والكثير من تلك المنظمات الإنسانية والحقوقية متواطئة أيضاً في تنفيذ هذا المشروع.

الدول الغربية تتعامل مع الوضع الإنساني بتسييس فاضح، هي لا تنفك تتباكى على أوضاع السوريين، وتتخذ من الورقة الإنسانية ذريعة لشن حملات عدائية بين الفينة والأخرى، لتبعد عن حكوماتها المسؤولية المباشرة في تردي الوضع الإنساني، سواء من خلال دعمها المتواصل للإرهاب، أو من خلال إجراءاتها الاقتصادية القسرية أحادية الجانب، ولاحظوا كيف تركز تلك الدول حملاتها الدعائية المضللة على مناطق تحتلها التنظيمات الإرهابية، بهدف منع الجيش العربي السوري من تحرير تلك المناطق من الإرهاب، ولكن عندما يتعلق الأمر بالأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعانيها المدنيون جراء الانتهاكات والجرائم المتواصلة للاحتلالين التركي والأميركي ومرتزقتهما الإرهابيين، فعندها يأكل القط ألسنة مسؤولي حكومات الدول الغربية، وكل مدعي الحقوق الإنسانية لدى المنظمات الإنسانية الدولية. جريمة قطع المياه تأتي في سياق تشديد مفاعيل الحصار الغربي الخانق، وهي أحد الأساليب القذرة التي يستخدمها نظام اللص أردوغان لمعاقبة أهلنا في الحسكة على مواقفهم الداعمة للحكومة، والرافضة لوجود الاحتلالين التركي والأميركي ومرتزقتهما الإرهابيين، وهذا يشير إلى أن منظومة العدوان بقيادة أميركا لا تزال تراهن على عكاز الإرهاب العسكري والاقتصادي، ولكن الفشل سيبقى ملازماً لكل أقطابها، فإرادة السوريين قادرة على إلحاق الهزائم مرة جديدة بالمخططات الأميركية وكل أدوات تنفيذها.

البقعة الساخنة – ناصر منذر

آخر الأخبار
رقابة غائبة وتجار متحكمون.. من يدير الأسواق والأسعار؟ الخريجون الأوائل من الجامعات  للتعيين المباشر في المدارس   تأهيل ثلاث مدارس في ريف دير الزور  التنمية الإدارية تنشر قوائم تضم 40,846 مفصولاً تمهيداً لإعادتهم إلى العمل  تحالف للاقتصاد السوري السعودي.. د. إبراهيم قوشجي لـ"الثورة": لا يخلو من التحديات ويفتح أسواقاً جديد... "أوتشا": خطة إسرائيل لاحتلال غزة تنذر بكارثة إنسانية   الصناعة والتجارة الأردنية: 200إلى 250 شاحنة تدخل سوريا يومياً تعرفة الكهرباء الموجودة..  بين ضغوط "التكاليف والإمكانات"   الاتفاقية السورية- السعودية خطوة استراتيجية لإعادة تنشيط الاقتصاد الوطني  "إدارة الموارد المائية في ظروف الجفاف بمحافظة اللاذقية" تحديث منظومة الضخ من نبع السن وتنفيذ محطات ... مرسوم  بتعيين إبراهيم عبد الملك علبي مندوباً دائماً لسوريا في الأمم المتحدة  نيويورك تايمز: جرائم نظام الأسد تغيّب مئات الأطفال في متاهة السجون ودور الأيتام الحالة الوطنية الجامعة وتعزيز مبدأ الانتماء والهوية أرقام مبشرة في حصاد ما أنجزته "الزراعة" منذ بداية 2025 تكريم الطالبة مها الدوس بدرعا لتفوقها في شهادة التعليم الأساسي "أوقاف درعا الشعبية" تدعم المستشفيات وجرحى أحداث السويداء تطوير منظومة النقل في حلب وتنظيم قطاع المركبات الزراعة بريف حلب بين التحديات والفرص ارتفاع كبير ومفاجئ للأسعار في أسواق طرطوس.. والرقابة غائبة! "شفاء 2".. يداً بيد لتخفيف معاناة المرضى .. 100 طبيب سوري مغترب لتقديم الرعاية الطبية والجراحية المج...