احتراب الأشقاء يضعف ذات البين ويهد المعبد على ساكنيه، 73 عضو كونغرس في أميركا بينهم يهود غير صهاينة، يطالبون بايدن بالإعلان رسمياً عن سقوط صفقة القرن. وإن دل هذا على شيء فهو الإشارة إلى عمق التحولات داخل المجتمع الأميركي عموماً والجالية اليهودية خصوصاً بعد معارك سيف القدس في فلسطين.
الشارع الفلسطيني تحركت معطيات نضاله؛ لتؤثر في نفوس الفلسطينيين الشرفاء خارج الأرض المحتلة وشرفاء العالم وأحراره. بالذات بعد كشف أوراق الفساد التي كان نتنياهو يتوارى خلف نار مقعد رئاسة حكومته المزعومة كي لا يُحاسب ويُحاكم.
كم من نار اشتعلت مؤداها حريقٌ، الحجة فيه قشة نار عالقة في جناح عصفور، أو ماسٌّ كهربائي يغيّب معالم فساد متراكم ومثبت، وإن كان حديثاً.. وحجم الفساد يتراوح بين سرقة بيضة أو إخفاء جمل.. تغييباً لمعالم تغيّب النفوس خلف القضبان.
كلما تداول العامة قضايا الفساد لجعلها ضمن دائرة الرأي العام، وما أكثر نشرها في زمن السوشيال ميديا والتواصل الاجتماعي، يكثر الماس الكهربائي ليواري معالم أهوالٍ، كان ضحيتها الأساس المواطن المنهك بمتاعب حياته، أو نهب لحق الدولة.
ناهيك عن إحراق دمه وأعصابه بتبريرات تنال منه حين يُعلَن أن لا وثيقة لإثبات الفساد.. يا عباد الله لم يدعِ الأجداد لنا إلا كل حكمة تبقى للزمان منهجاً، فالبعرة تدل على البعير والقدم على المسير..
فعن أي وثيقة نبحث في حياة شخص ما، كان يحتار كيف يجمع أجرة منزل يقطنه ليدفع لصاحبه الجشع الطماع الذي لا يشبع؛ محاصِراً إياه في زيادة الأجرة التي لا يثبتها في العقد، هاضماً حق الدولة متهرباً من دفع الضريبة ليكبر كرشه العفن..
لابد أن تكون نار الحرائق أكبر دلالة لإخفاء فساد واضح المعالم، لو طاله التفتيش قبلاً لكانت قاصمة الظهر. غياب الرقابة القادرة على نهْرِ المخالف وتوجيه المخطئ وتقويم كل اعوجاج قبل أن يرتدي ثوب الفساد؛ أضاع حصانة العمل والعامل..
كما أن للفساد درجات كذلك مكافحته تأتي على درجات، فإنَّ منح المواطن دخلاً يؤمن له كفافاً يحفظ ماء وجهه، ثم يُشدد العقاب إن زلّ بعدها. لو يطبق نظام المكافآت لارتقى أداء العمل وجودته وتحسنت معيشة العامل واجتهد ليصل للرفاهية.
عندما توزع المسؤوليات وفق المقولة التاريخية الرجل المناسب في المكان المناسب لابد يتحسن مستوى العمل في مفاصل الدولة ومؤسساتها.. العامة والخاصة منها. ولاندثر الفساد قبل أن يولد. فلا تذرر بين طيات قانون صارم لتبرير ما لا يبرر..
لن تقطع اليد إلا بامتلاء العين ولن تمتلئ العين إلا بقوة شرائية تكفي الأسرة.والسبل لذلك كثيرة لا تحصى لدى الاقتصاديين، ومن لهم القدرة على وضع البدائل والتكيف مع أوضاع المواطنين، أولها تقارب فروق الرواتب بين القطاعين العام والخاص.
حينها لن تشتعل نار لتواري خلفها معالم الفساد، والحصانة مشفعةٌ بقوانين صارمة بلا ثغرات، وطني يحتاج النظافة في النفوس قبل الطرقات. وإلا فستظل شهقات عجز الآباء تخنقهم أمام متطلبات الأبناء… نحبك يا وطن الأنقياء.. والأمل أن نحميك بالعمل من الأشقياء..
عندها تلهج كل النفوس حاملةً سيف دمشق ليعانق سيف القدس، فلا أحد يخنقها ولن تهتم لمن ينام في البيت الأبيض مهما كان سواد قلبه..
إضاءات – شهناز صبحي فاكوش