تكفي ولكن

أسوأ الناس، كانوا من كانوا، أولئك الذين يأكلون من مائدة ما، وحين تجف قليلاً يركلونها بكل ما استطاعوا، قد يكون التعبير فجاً قاسياً، لكن لابد منه، لابد من الكلام المر، إن كان ثمة من يقرأ وثمة من يؤمن بالوطن،أن يقدم النصح، بعد أن ترك موقع مسؤولياتهم، ونعرف ماذا قدم،وماذا ملأ من خزائن، واليوم ينصب نفسه حكيماً لايشق له غبار.. أمس في سيارة تقلنا إلى مخبز لإحضار الخبز كان الحديث هذا.

من المؤكد أن من حق الجميع أن يسدوا النصح، وأن يقدموا الآراء، هذا واجب وطني، وضرورة، لكن ليس من باب آخر، المهم في الأمر أننا اليوم أمام طوفان رسائل الوتس أب والتلغرام، ومشتقات الأزرق، ثمة جهات متخصصة في إعداد الرسائل الملغومة التي تحمل قليلاً من الحقائق، والكثير من الدسائس، كلمات حق، كما يقال أريد بها الباطل الباطل .. كل يوم رسائل يتم تداولها عبر مجموعة كثيرة، يكفي أن تضغط على زر إعادة التوجيه، وهكذا دواليك ..

من الرسائل التي وصلتني خلال عام أكثر من مئة مرة، تلك التي تنسب لباحث أميركي يقول فيها : إن الثروات السورية تكفي لإطعام 80 مليون سوري، وتذهب الرسالة إلى التفاصيل ..

أحدهم وهو صديق مقرب، جرى بيننا نقاش حول ذلك، وسأل: أليس صحيحاً ؟ أجبت : نعم ليس صحيحاً (نعم لإثبات نفي عدم الصحة ).

قال ولم: ليس صحيحاً ؟ قلت له : أليس لديك سيارة من خمسة عشر عاماً ونيف؟ أجاب: بلى لدي، وهل سرقت حتى اشتريتها ؟ لا، لا أعوذ بالله، من راتبي، طيب، أليس هذا دليلاً على أن ما كان موجوداً كان يصلنا منه القسم الكبير، أليس دليلاً على أن ثمة من يريد أن يشعل ناراً؟

ومن ثم أريد أن أسألك : هل توقف راتبك يوماً ما ؟ سأعطيك مثالاً : أمس اضطررت لإجراء تحاليل طبية معينة، في المخبر الخاص، كلفة أقل تحليل 15 ألف ليرة، هل تعرف أني أجريته في المشفى الحكومي ب1500، نعم ألف وخمس مئة ليرة سورية، أمس وليس من زمن، يعني أقل من ثمن سندويشة فلافل ..

أما صاحبك الباحث الأميركي المتباكي علينا: هل يمكن أن يخبرنا : ماذا تفعل واشنطن بقواتها في الجزيرة السورية، ولماذا تحرق القمح، ولماذا تسرق نفطنا، ولماذا تدمر بنيتنا التحتية؟

اليوم، غير الأمس، وغداً غير اليوم، علينا أن نفكر بمنطق الواقع، وألا نشعل ناراً في حقول الوفاء والعمل، لدينا طاقات لكن نعرف كيف ومن يستغلها، نعرف كيف يسرق المحتل لقمة عيشنا، ولن نبرىء الفاسدين أبداً، لكن ليكن الواقع سيد الموقف، تعالوا نعمل معاً، نستثمر كل شيء، نشير إلى الخطأ بقوة ودقة، ونبعد تلك الإشاعات التي نعرف أنها الطرف الأقوى في غريزة القطيع الأزرق، وكل منا لديه منها جزء ما.

معاً على الطريق – ديب علي حسن

آخر الأخبار
غــزة تحت النار .. والموت يأتي من الحصار قبل القصف  قمة الدوحة أمام اختبار التاريخ .. هل تردُّ على الغطرسة الإسرائيلية؟ السياسة السورية.. فن الممكن بصبر محسوب ودقة متقنة مستثمر يسهم في تطوير مطاحن الدولة "إسرائيل" تمعن في تقويض الاستقرار وتغتال فرص السلام 20ساعة بلا كهرباء.. هل من حلول؟ "خان الحرير- موتكس".. قناة تسويقية للمنتج السوري " وطني اللاذقية".. صرح طبي ينبض بالحياة والعناية المستمرة هل أصبحت الاستقالة شكلاً من أشكال الاحتجاج الصامت؟ الريف ينهض بالنساء .. ودبس البندورة بداية الحكاية حلب .. نحو شوارع بلا مخالفات! الزراعة الحافظة.. مواسم مقاومة للجفاف في ريف حلب أياد من ذهب تحفظ الطين من النسيان المرأة السورية.. شريك فاعل في التغيير السياسي والاجتماعي الأطراف الصناعية .. بين الأمل والنقص! الاقتصاد الريعي ينهار والإنتاجي ينتعش التخطيط الاقتصادي.. في مواجهة الأزمات الزراعة المائية.. ثورة زراعية بلا تربة تجهيز طابق للعيادات الشاملة بمحردة وتنفيذ شارع في طرطوس التهريب يزدهر.. هل تتحرك الجهات المعنية؟