قسد والحقيقة المرّة

تواصل ميليشيا “قسد” التمسك بحبال الهواء، رغم يقينها بأن جذور وجودها في الجزيرة بدأت باليباس، وذلك لسبب بسيط تعي حقيته مذ وضعت بذرة انشقاق وانفصال عن الوطن الأم سورية، وذلك السبب هو زراعتها في تربة غير صالحة لنموها، و وجودها في بيئة غير ملائمة لمثل تلك الأنواع من الزرع.

بأذيال المحتل الأميركي تتمسك الميليشيا الانفصالية، ليقينها أن وجودها على الأرض السورية رهينة بوجود المحتل، رافضة التسليم بأن الأخير قد خلعها من قدميه، بعد أن استهلكت وانتهى دورها الوظيفي، الأمر الذي بدا جليا في بحث المحتل الأميركي عن عميل له يزرعه وهو يلملم أدواته العدوانية الاستعمارية راحلاً عن أرض سورية، وما الحديث عن بدء تشكيل ميليشيا جديدة تحت مسمى “جيش العشائر” إلا دليل على إعلان الهزيمة بطريقة منمقة تحفظ إلى حد ما ماء وجه ذاك المحتل.

بين قلق، واطلاق تصريحات تمنى النفس من خلالها بأنها مازالت موجودة وفاعلة على الأرض، تعيش ميليشيا ” قسد” أسوأ وآخر أيامها، وما حديث أحد متزعميها عن رحيل المحتل الأميركي، على أن تتولى دولة عربية مهمة رعاية مصالح “قسد” وإدارة حوار بينها وبين الحكومة السورية، إلا محاولة للتغطية على انتكاستها وخيبة أملها في ذاك المحتل، ومحالة للإبقاء والإيهام بان دورها مستمر.

لقد أثبتت الأيام مذ قام المحتل الأميركي بصناعة أداته ” قسد” جهل أصحاب الرؤوس الحامية متزعمي الميليشيا الانفصالية مدى جهلهم بالتاريخ، وحماقتهم عبر انجرارهم وراء سراب، لتحقيق أهداف ومكاسب، لن يجدوها بعيدا عن كنف الدولة السورية التي اعتبرتهم على الدوام جزء من مكونها الاجتماعي.

اللافت في تصريحات وأفعال ميليشيا “قسد” إصرار متزعميهم على البقاء تحت رحمة وعباءة قوى خارجية بعيدا عن عباءة الدولة الأم، والبحث الدائم عن راعٍ خارجي أجنبي يتبناها، وعدم قدرتها الخروج من كونها أداة لخدمة المشاريع الخارجية، ورفضها أن تكون عنصراً فاعلاً في النسيج السوري.

من مسلمات الأمور، وبديهيات التاريخ أن أي محتل يعمل على حرق جميع أدواته قبيل الرحيل عن أي بلد يحتله، وما ميليشيا” قسد ” إلا اداة للمحتل من الواجب حرقها قبل أن ينجلي الأميركي عن أرض سورية، هذا ما يعمل عليه الأميركي، وما تحاول الميليشيا رفضه أو عدم تصديقه، لكن الفرق بين الحقيقة والأماني بون شاسع، و” قسد” باتت أمام حقيقة مرة وهي مجبرة على تجرعها، وهي أن ساعة الحساب ودفع فاتورة العمالة باتت خلف الأبواب شاءت أم أبت.

 

حدث وتعليق- منذر عيد

Moon.eid70@gmail.com

آخر الأخبار
صحيفة الرياض: استعادة سوريا لمكانتها العربية ضرورة وليس خياراً مناشدات لتخفيض أسعار الأعلاف بعيداً عن تحكم التجار.. الشهاب لـ"الثورة": نعمل على ضخ كميات كبيرة في ا... الذهب يسجل أرقاماً جديدة.. والدولار دون السعر الرسمي بأكثر من 800 ليرة حملة "أنقذوا حمزة العمارين" تتصدر المشهد في السويداء وسط مطالبات بإطلاق سراحه أطباء بلا حدود: انهيار صحي واحتياجات إنسانية متفاقمة في سوريا رغم انتهاء الحرب جمال الأسواق الشعبية في سوريا.. عمارة تنبض بالهوية وتُعانق الحياة اليومية بين المعاهد التقانية وميدان العمل.. كفاءات وقوة في مشهد الاقتصاد والتنمية تقاذف للمسؤوليات والسكان يطالبون بحل.. أزمة نظافة حادة في جرمانا السلم الأهلي خط الدفاع الأول لبقاء الوطن 40 بالمئة انخفضت أسعار العقارات وتوقعات بموجة هبوط خبير عقاري يكشف لـ"الثورة".. أزمات السيولة والتضخ... لقاء أميركي أوروبي للتوصل إلى اتفاق تجاري وتجنب حرب تجارية التكنولوجيا ليست ترفاً.. المهندس هرم جمول لـ"الثورة": "الخطوط النارية" لحماية الغابات سوريا الجديدة.. سعي مستمر لصناعة السلام ودفع عجلة الاقتصاد القبض على عناصر خلايا إرهابية بعمليات نوعية في اللاذقية غزة .. ممرات إسرائيلية مزعومة والمجاعة تواصل فتكها بالأطفال إعادة النظر بخططنا السابقة للحفاظ على ما تبقى من غاباتنا ويتكوف: الأوضاع في سوريا في طريق التسوية بالفعل "التعويم المدار" يحد من التأثيرات السلبية للضغوط الاقتصادية إلى متى العجز عن تأمين السيولة وتزويد المصارف بالكاش..!؟ حرائق الساحل.. حكايات تروى للمرة الأولى