في الوقت الذي يتطلب أكثر درجات الاهتمام والدقة في التخطيط لتطوير واردات الوحدات الإدارية..ودعم قدرتها على توفير أفضل الخدمات للمواطن من نظافة وطرق وصرف صحي..الخ.. من خلال توفير السيولة اللازمة يظهر الواقع قيام الجهات المعنية على صرف مبالغ مالية كبيرة في ظرف اقتصادي صعب على مشاريع “تنموية” في عدد من بلديات محافظة اللاذقية .. وتوظيفها دون أدنى دراسة جدوى اقتصادية حقيقية!!.
والأمثلة كثيرة حيث يتم إنشاء مشروع تنموي بتكلفة إجمالية تتجاوز ١٠٠ مليون ليرة سورية “وحدة تبريد” في حرم مبنى إحدى البلدية!! وبشكل غير مناسب لدخول “البرادات” إلى الموقع في الوضع الراهن!!.
والنتيجة أن مردود المشروع بعد الاستكمال والوضع في الاستثمار وفق الجهة المعنية لن يتجاوز ٣ ملايين ليرة سورية سنويا!!.
وفي نموذج آخر عن الأفكار التي جرى تطبيقها أيضاً في هذا المجال .. بناء محال تجارية قرب مقار بعض البلديات.. حيث تم صرف مبالغ مالية كبيرة في هذه المشاريع بالأرياف التي تعج بمئات المحال التجارية الخاصة غير المستثمرة!!
وبالتالي فإن الاستثمار في هكذا مشاريع غير مدروس بالشكل المطلوب.. لا محسوب كما ينبغي .. لأن التكاليف التي دفعت وفروقات الأسعار نتيحة تأخير التنفيذ بعد المباشرة لا يمكن استردادها قبل عقود من الاستثمار نظراً للأسعار والأجور الرائجة في تلك المناطق!!.
أكثر من ١٠٠ مليون ليرة سورية في محال تجارية بموقع في إحدى البلديات لا يتجاوز آجار المحل فيه ٥ آلاف ليرة سورية في الشهر !! يعني في العام ٦٠ ألف ليرة سورية.. ما يعني أن آجار كامل المحال ٥٤٠ ألف ليرة سورية سنويا لـ٩ محال تجارية!!.
المهم على ما يبدو أن هناك مشاريع وصرف الأموال يؤكد أن هناك عملاً كبيراً.. بصرف النظر عن النتائج .. ليبقى الفساد الشبهة السائدة !!.
ولعل المفارقة المثيرة هي تسمية تلك المشاريع “تنموية” دون أن يكون فيها جانب تنموي حقيقي!!.
ويبقى المهم من قرر تلك المشاريع بهذه الطريقة؟؟ ولماذا لم يتم البحث عن احتياجات المواطن في تلك البلديات؟؟.
المحزن فعلاً ما قاله أحد رؤساء البلديات عن حاجة البلدية لمقطورة صهريج مياه .. ولو سمح لنا بشراء مقطورة لما عطش أهل القرية ولكان مردود المقطورة أفضل بكثير من المشروع التنموي الذي لن يكتب له النجاح من حيث المردودية على الإطلاق.
أروقة محلية- نعمان برهوم