المجتمع السوري قيم الأصالة تستعيد دورها

الثورة أون لاين – عبدالمعين زيتون:

المتأمل في المشهد السوري اليوم يرى بوضوح صورتين متكاملتين في آن معا:
حالة النهوض الكامنة كطاقة يتسم بها السوري ويحتفظ فيها بكيانه في كل الأحوال والظروف التي يمر بها.
والزمن المتسارع الذي حرك عجلته بإصرار على الحياة،وهي العلامة الوطنية الفارقة،ولعل أهمها علامة الانتصار البيّن على المشروع الذي استهدف الوطن والكيان السوري برمته.
وليس بعيدا عن تفاصيل الصورة الثانية -على أهميتها بالطبع- فإننا كمجتمع لانعيش حالة معزولة عن المجتمعات الإنسانية، فنحن وسط هذا العالم بلا شك، ومايصيب هذا العالم سينتقل إلينا بصورة أو بأخرى.
ولعل الكثير من الظواهر التي وسمت المشهد الأخلاقي في محيطنا الإنساني قبل الحرب الظالمة علينا، لعل الكثير من هذه الظواهر تعود في أصلها إلى المتغيرات الكبيرة التي طالت العالم والمجتمعات العربية، دون استثناء، لاسيما مع دخول العصر الرقمي ومتوافقه من انفجار في المعلومات.
وقد بات من الضروري اليوم قبل الغد أن تبدأ النخب الثقافية والفاعلون في المشهد الثقافي بإجراء مراجعات حقيقية وتأمل كل المستجدات التي حلت في المجتمع عموما، لأن هذه المستجدات تفرض تحديات حمى، ولابد من البحث العميق المتأني في التعامل معها وسبله على الوجه الذي يليق بمستوى هذه التحديات.
ونعتقد أن دعوة الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم جاءت للجميع دون استثناء، فقد دعا سيادته السوريين إلى التمسك بالقيم والأخلاق، وتكريسها:
ودعا صراحة إلى” احترام الرموز الاجتماعية، الرموز الوطنية، احترام العلم
والعلماء، احترام المعلم، والمواطن المُنتج، وتكريس قيم التسامح والمحبة والخير”.
ورأى سيادته أن الكثير من القيم الراقية والحضارية أصبحت في طور التآكل،ليس بسبب ظروف الحرب على سورية، ولكن لأسباب مختلفة.
وأكد سيادته في تشخيص واقع الحال:” أن أكبر سبب من أسباب الأزمة هي غياب القيمة وغياب الأخلاق”.
ومما لاشك فيك أن استعادة قيمنا الحضارية وصونها وإعادة إنتاجها بشكلها الأصيل ونشرها وتكريسها بيننا وفي أبنائنا والأجيال، هي من أبرز التحديات التي نحن بصددها في مرحلة مابعد الحرب والتي أصبحت بحاجة ماسة إلى القيام بمراجعات مسؤولة تقع على عاتق الجميع، من دون أن تستثني الأسرة نفسها من دورها الأساس في هذا التحدي.
التحدي الذي يصل إلى مؤسساتنا التربوية والتعليمية والثقافية، بما فيها النخب التي غالبا مايقف البعض من رموزها- مع الأسف-بعيدا وينأى بنفسه في محيطه الضيق، ليكتفي بالنقد والتقريع والانتقاد الذي لم يعد يغني أو يسمن من جوع.
ولعل القيم الحضارية التي أشار إليها السيد الرئيس في خطاب القسم تؤكد من جديد حاجة المجتمع إليها.
والقيم الحضارية التي قصدها السيد الرئيس تُحمل كلها معا في سلة واحدة ولايجوز أن نترك بعضها وندعي أننا نحمل القيمة، وفي مقاربة بسيطة بهذا الشأن لنتمعن كيف أشار الرئيس الأسد إلى من يدعي أن الوطن خط أحمر، في ذات الوقت الذي يمارس أشكالا لاحدود لها في الإساءة للوطن إذا- لم نقل أكثر من ذلك.
والحقيقة أن القيم الحضارية الأصيلة لاتضل طريقها إلى الإنسان النظيف، وقد أثبت الكثير من السوريين في زمن الشدة أنهم لم يضلوا الطريق- على وعورته- إلى الوطن، رغم شدة وطأة الظروف التي مروا بها وقسوتها.
وإذا كان مجتمعنا السوري بكل مستويات أفراده قد واجه الحرب بكل مآسيها وصبر إلى أن ظفر بالنصر، فإن التحديات والواجبات المجتمعية والأخلاقية لن تكون أشد وطأة من الحرب وظروفها.
ونعتقد- متفائلين- أننا سنكسب النزال مع تحدياتنا الحضارية والأخلاقية طال الزمن أو قصر.

آخر الأخبار
سوريا: التوغل الإسرائيلي في بيت جن انتهاك واضح للقانون الدولي محافظ درعا يحاور الإعلاميين حول الواقع الخدمي والاحتياجات الضرورية جامعة إدلب تحتفل بتخريج "دفعة التحرير" من كلية الاقتصاد وإدارة الأعمال وزارة الداخلية تُعلق على اقتحام الاحتلال لبيت جن: انتهاك للسيادة وتصعيد يهدد أمن المنطقة شريان طرطوس الحيوي.. بوابة سوريا الاستراتيجية عثمان لـ"الثورة": المزارع يقبض ثمن القمح وفق فاتورة تسعر بالدولار وتدفع بالليرة دور خدمي وعلاجي للعلوم الصحية يربط الجامعة بالمجتمع "التعليم العالي": جلسات تعويضية للطلاب للامتحانات العملية مكأفاة القمح.. ضمان للذهب الأصفر   مزارعون لـ"الثورة": تحفيز وتشجيع   وجاءت في الوقت المناسب ملايين السوريين في خطر..  نقص بالأمن الغذائي وارتفاع بتكاليف المعيشة وفجوة بين الدخول والاحتياجات من بوادر رفع العقوبات.. إبراهيم لـ"الثورة": انخفاض تكلفة الإنتاج الزراعي والحيواني وسط نمو مذهل للمصارف الإسلامية.. الكفة لمن ترجح..؟! استقطاب للزبائن وأريحية واسعة لجذب الودائع  إعادة افتتاح معبر البوكمال الحدودي مع العراق خلال أيام اجتماع تحضيري استعداداً للمؤتمر الدولي للاستثمار بدير الزور..  محور حيوي للتعافي وإعادة الإعمار الوط... حلم الأطفال ينهار تحت عبء أقساط التعليم بحلب  The New Arab : تنامي العلاقات الأمنية الخليجية الأميركية هل يؤثر على التفوق العسكري لإسرائيل؟ واشنطن تجلي بعض دبلوماسييها..هل تقود المفاوضات المتعثرة إلى حرب مع إيران؟ الدفاع التركية: هدفنا حماية وحدة أراضي سوريا والتعاون لمكافحة الإرهاب إيران.. بين التصعيد النووي والخوف من قبضة "كبح الزناد" وصول باخرة محملة بـ 8 آلاف طن قمح الى مرفأ طرطوس