لا يكاد يمر يوم إلا وتقوم قوات الاحتلال الأميركي بعمليات سرقة النفط السوري من المناطق التي تحتلها في منطقة الجزيرة، لتنسف تلك العمليات الموثقة بالصور وشهادة أبناء المنطقة زيف ما ادعاه المتحدّث باسم «التحالف الدولي» المزعوم لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، واين موروتو، وبأن ميليشيات «قسد» تحمي الحقول النفطية، والولايات المتحدة الأميركية لا تسيطر أو تحرس هذه الحقول وإنما تدعم «قسد» بهدف حماية هذه الحقول حتى لا يعود تنظيم داعش إليها مجدداً أو يستخدم واردات هذه الحقول لتمويل عملياته.
الأرقام الواردة من منطقة الجزيرة عن أعداد الصهاريج شبه اليومية والتي تنقل النفط السوري المسروق إلى شمال العراق، تؤكد أن وجود الاحتلال الأميركي لم يكن لمحاربة الإرهاب، وإنما لنهب خيرات سورية وحرمان الشعب السوري منها، لتكون داعماً للأعمال الإجرامية للولايات المتحدة الأميركية والمتمثلة بما يسمى قانون قيصر، بهدف إرغام الشعب والحكومة السورية على تقديم تنازلات والانصياع للقرار الأميركي لتحقيق أهدافه في تفتيت سورية وجرها إلى الحظيرة الأميركية الصهيونية، فمن يدعي محاربة الإرهاب ( ذريعة تواجد أميركا في سورية) لا يقوم بالاستثمار فيه، ولا يقوم بين الفينة والأخرى على نقل إرهابيي داعش من سجون ميليشيات قسد لنشرهم في المناطق الآمنة في سورية والعراق لإعادة الأوضاع فيهما إلى المربع الأول، ونسف الأمن والأمان فيهما.
يحاول المحتل الأميركي عاجزاً إيجاد غطاء شرعي لاحتلاله إراضٍ سورية، فتارة يدعي أن ذاك الوجود هو تحت قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤ ، وبعد فضح كذب ذاك الادعاء، يلجأ إلى ميثاق الأمم المتحدة ومبدأ حق الدفاع وحماية النفس، ولا أحد يدري أي حق أو دفاع يتكلم عنه الأميركي، وهو من قطع آلاف الأميال ليحتل أراضي الغير، ويهدد أمنهم وسلمهم ويدعم التنظيمات الإرهابية.
هي جهالة الأميركي في جميع مناحي الحياة والسياسة، جهالة في التاريخ والجغرافيا، فأخطأ حين ظن أنه قادر بجحافله الغازية على الاستمرار بالمنطقة، وجهالة في السياسة والقانون عندما حاول “التلحف” بالشرعية الدولية لتبرير احتلاله، وهي التي “الشرعية الدولية” تؤكد في كل بند وميثاق من بنودها على ضرورة احترام سيادة واستقلال الدول وعدم شرعية أي احتلال تحت أي ذريعة.
حدث وتعليق -منذر عيد
Moon.eid70@gmail.com