الثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد:
في نيسان أخبر الرئيس جو بايدن الأمة أنه سينقل جميع القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول 11 أيلول، الذكرى العشرين لأسوأ هجوم إرهابي على الإطلاق في الولايات المتحدة.
بالنظر إلى تحول الأحداث في الأسبوع الماضي، قد يتم الاحتفال بهذه الذكرى من قبل حركة طالبان المنتصرة، التي أصبحت الآن على أعتاب الانتصار على الأمريكيين وحلفائهم الأفغان، مع عمليات إعدام علنية مروعة لأعدائهم المستسلمين والمأسورين.
قد يشهد الحادي عشر من أيلول 2021 فرار مشاة البحرية والدبلوماسيين الأمريكيين من كابول هربًا من انتقام طالبان الذين أطحنا بهم في عام 2001، فخلال أسبوع واحد سيطرت طالبان على العاصمة كابول و 10 من عواصم المقاطعات الأفغانية البالغ عددها 34.
مزار الشريف في الشمال مطوقة الآن، وقندهار وهرات ، ثاني وثالث أكبر المدن، تحت الحصار، قطع الطريق بين قندهار وكابول، وزير الدفاع نجا من اغتيال في العاصمة وأغتيل مدير الإعلام الحكومي.
تسيطر طالبان الآن على 400 منطقة في أفغانستان أي ثلثي أراضيها، قاتل بعض الجنود الأفغان بشجاعة، وانسحب آخرون إلى قواعدهم واستسلموا أو فروا إلى دول مجاورة مثل إيران وطاجيكستان وأوزبكستان وباكستان، تم تسليم فيلق كامل من الجيش الأفغاني بأسلحته ومعداته ومركباته الأمريكية في مدينة قندوز.
لخص السناتور الديمقراطي كريس مورفي من ولاية كونيتيكت الوضع: “إن الفشل التام والكامل للجيش الوطني الأفغاني في ظل غياب قواتنا، في الدفاع عن بلادهم هو لائحة اتهام قاسية لاستراتيجية فاشلة لمدة 20 عامًا تستند إلى الاعتقاد بأن مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب يمكن أن تخلق حكومة مركزية ديمقراطية فعالة في أمة لم يسبق لها مثيل”.
تثير حقيقة هذا التقييم القاتم العديد من الأسئلة.. أين ذهبت تلك المليارات وماذا كانت تصنع سياستنا هناك؟. من المسؤول عن الفشل الأمريكي الهائل في أفغانستان؟ من المسؤول عن الهزيمة لأمريكا في أطول حرب لها؟.
على مدى السنوات العشرين الماضية، خسرت الولايات المتحدة 2500 جندي مع 20 ألف جريح واستثمرت تريليون دولار لإنشاء جيش أفغاني، لنرى هذا الجيش ينهار ويتفكك بمجرد مغادرتنا.
يوم الأربعاء، اعترف بايدن بهذه الحقيقة وقال: “انظر لقد أنفقنا أكثر من تريليون دولار على مدار 20 عامًا؛ قمنا بتدريب وتسليح أكثر من 300 ألف جندي أفغاني. يجب أن يتحد القادة الأفغان.. يجب أن يقاتلوا من أجل أنفسهم.”
لماذا فشلنا؟ هل الجنرالات ورجال الدولة والسياسيون والصحفيون الأمريكيون الذين ذهبوا إلى أفغانستان خلال العقدين الماضيين، وعادوا ليشهدوا على تقدمنا المطرد، خدعوا أنفسهم؟ أم خدعونا؟..
كم عدد الجنرالات الأمريكيين الذين يعرفون ما كان يجري ولكنهم رفضوا المخاطرة بوظائفهم بإخبار الكونغرس أو البلد أن الجيش الأفغاني والنظام الذي صنعناه وساعدناه على النهوض من المحتمل أن ينهار مثل بيت من الورق بمجرد رحيل الأمريكيين وعليهم مواجهة طالبان وحدهم؟.
ما هو حاسم هو عودة طالبان إلى هيمنتها السابقة وإنشاء إمارة إسلامية وجعل نفسها الحاكم الأخلاقي والاجتماعي والسياسي لأفغانستان الإسلامية البحتة والتخلص من الغرباء وقيمهم الدخيلة.
إنهم يريدون أن يكونوا قادرين على الوقوف والقول للعالم الإسلامي: ” أنظروا لقد أوضحنا لكم كيفية القيام بذلك، لقد قاتلنا أمريكا القوة العظمى في العالم لمدة 20 عامًا وأجبرنا الأمريكيين على لملمة ذيلهم بين أرجلهم و الخروج من أرضنا، ثم وضعوا أعوانهم في مواجهة الحائط وقتلوهم “.
في حين أن هزيمتنا الاستراتيجية ستجعل الأمريكيين مترددين في محاولة أي تدخل إمبريالي مستقبلي، و يجب أن تكون هناك محاسبة.
الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة: كم عدد الجيوش الورقية الأخرى التابعة لحلفاء الولايات المتحدة التي زعمنا أننا نبنيها من أموالنا كمواطنين أمريكيين، والتي ستنهار في أيام معدودة بعد مغادرتنا تلك المناطق؟.
هل ما نقدمه فعلاً – ديمقراطية رجل واحد – في جزء من العالم، إن الديمقراطية بالأساس تواجه مشكلة لدينا كأمريكيين فكيف نزعم أننا ننشرها في العالم؟.
بقلم: باتريك جيه بوكانان
المصدر: Antiwar