الثورة أون لاين – نوار حيدر:
جاء كتاب (الداعشية بين الوهابية والصهيونية) الصادر عن اتحاد الكتاب العرب للدكتور عيسى الشماس للإجابة على العديد من التساؤلات التي قد يطرحها المرء منذ بداية العدوان و تداعياته على سورية، وذلك من خلال الكشف عن طبيعة الإرهاب بوجه عام وطبيعة الإرهاب الداعشي بوجه خاص وعلاقة هذا التنظيم بكل من الوهابية والصهيونية…
* الإرهاب في التاريخ..
حمل الإرهاب تعاريف عدة من الناحية الإصطلاحية واللغوية. فكانت اتفاقية جنيف لقمع الإرهاب أول من عرّف الأعمال الإرهابية بأنها الأعمال الإجرامية الموجهة ضد دولة ما، وتستهدف إحداث حالة من الخوف والرعب لدى أشخاص معينين، أو لدى مجموعة قد تصل إلى جمهور كامل.
فالإرهاب العنصري ظهر نتيجة النوازع العدوانية المتطرفة عند بعض الناس التي تهدف إلى الهيمنة والسيطرة وإلغاء الآخر، بأي شكل من الأشكال، كالديانة اليهودية التوراتية وصولاً إلى الوهابية والصهيونية.
أما الإرهاب التكفيري فأتى نتيجة المغالاة في الانغلاق والتطرف الذي يفقد صاحبه التكيف الإيجابي مع محيطه الإجتماعي، والذي قد يقوده إلى الإنحراف الأخلاقي والجهل المصحوب بالتخلف والممارسات السلوكية الوحشية، إلى أن ظهرت في نهاية القرن العشرين العديد من الحركات الدينية والتكفيرية المتطرفة كالقاعدة وداعش والنصرة وبوكو حرام وغيرها..
تحدث الكاتب عن الإرهاب المعلوم حيث ساعدت العولمة بشكل فعال في زيادة وتيرة الإرهاب وتأثيره بشكل عام كما ساعدت على تعميم الإرهاب من خلال وسائطها وأدواتها في الاتصال والتواصل ليكون تنظيم داعش المثال الأكثر تمثيلاً لظاهرة الإرهاب المعلوم.
* داعش والإعلام الالكتروني..
من المعروف أن تنظيم داعش يتبنى أيديولوجية متخلفة/مغلقة تقوم على التكفير ومصادرة الحريات وإهدار الدماء.. كما يحرم أنواع الفنون المختلفة من رسم ونحت ورقص وغناء و….
لكنه استطاع رغم تخلفه أن يوظف التكنولوجيا الإلكترونية الحديثة لنشر أفكاره السوداء بمساعدة شركات تحرك شباب الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي، لتسهيل عمل داعش وحجب بعض المواقع التي تكشف حقيقة داعش، سواء عبر الإنترنت أم عبر الأقمار الصناعية، ومن محطات فضائية غيرها…
ومن خلال الفيديو والإنترنت، ووسائل التواصل الإجتماعي، واستقطاب الخبرات التكنولوجية، والتجنيد الإلكتروني، والإرهاب الإلكتروني الذي لا يترك أي دليل مادي بعد ارتكاب الجرائم، إضافة إلى والتحديات والمخاطر الإعلامية، ومن ثم الموقف الأمريكي/ الغربي من الإرهاب الإلكتروني الذي بات يشعر بخسارة الولايات المتحدة والغرب أمام تنظيم داعش في مجال الحرب الإلكترونية و”الإرهاب الالكتروني” هذا ماجعل الولايات المتحدة تعلن أنها بصدد إطلاق حملة إلكترونية واسعة النطاق ضد تنظيم داعش كأداة في الحرب..
* المواجهة الحاسمة..
بلغ العدوان الإرهابي التكفيري المدعوم أمريكياً وصهيونياً ووهابياً من الوحشية والدنيوية مالم تبلغه أي قوة غازية في تاريخ البشرية، حيث جمعت بين صفوفها أصنافاً من البشر، يقدر عددهم بأكثر من ثلاثين ألفاً جاؤوا من حوالي (٨٢) بلداً، وتأطروا فيما يقرب من (١٦٠) تنظيماً إرهابياً على رأسهم داعش والنصرة وفتح الإسلام وغيرهم…
عرض باحثون ومحللون سياسيون وعسكريون طرقهم للقضاء على تنظيم داعش، لأن مواجهة هذه التنظيمات الإرهابية لم تعد محصورة في سورية والعراق، بل لابد أن تأخذ مداها على جميع الصعد ( المحلية والإقليمية والدولية)، إضافة إلى المواجهة الإعلامية/ الإلكترونية، والفكرية/ الثقافية
