الثورة أون لاين – دينا الحمد:
العدوان الإسرائيلي الأخير على الأراضي السورية عبر إطلاق الصواريخ من الأجواء اللبنانية لاستهدفت بعض المناطق في محيط العاصمة دمشق ومحيط مدينة حمص هو حلقة في سلسلة الاعتداءات الصهيو أميركية على جيشنا وشعبنا لتحقيق الأهداف ذاتها التي سعت إليها منظومة العدوان عبر عقد من الإرهاب والحرب الظالمة والحصائر الجائر الذي تفرضه على السوريين.
ولعل تقديم الدعم المعنوي للتنظيمات الإرهابية يأتي في مقدمة تلك الأهداف التي خابت في محطاتها السابقة، ولاسيما أن الكيان الإسرائيلي أراد تقديم جرعة دعم فورية لتلك التنظيمات في الجنوب السوري، كما أن هذا العدوان جاء وفقاً لتوصيف الخارجية في إطار سياسات إجرامية ممنهجة ومستمرة في تبادل فاضح للأدوار بين كل الأطراف المتورطة في سفك الدم السوري بما فيها إطالة أمد الحرب الإرهابية عليها.
ومثل هذا الكلام باتت تدركه جميع دول العالم التي باتت على دراية تامة بأن الهدف الرئيسي لمثل هذه الاعتداءات هو رفع معنويات إرهابييها ومسلحيها ومجرميها بما في ذلك في المنطقة الشمالية الشرقية التي تحتلها القوات الأميركية الغازية وفي المنطقة الشمالية الغربية التي تحتلها قوات نظام أردوغان التركية وأدواتها الإرهابية في درعا البلد وذلك في انتهاك سافر لأحكام القانون الدولي والشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة والتي تدعو جميعها إلى الحفاظ على احترام سيادة سورية ووحدتها وسلامتها الإقليمية.
لكن المفارقة الصارخة أنه بعد كل هذا العدوان الصارخ والسافر والغادر فإن مجلس الأمن الدولي لم يقم بتحمل مسؤولياته ولم يتخذ إجراءات حازمة وفورية لمنع تكرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية ولم يدعو إلى مساءلة كيان الاحتلال الإسرائيلي عن إرهابه وجرائمه، تماماً كما جرت عادته بفعل السيطرة الأميركية على قراراته وسياساته.
إن هذا العدوان الصهيوني الغادر يأتي كالعادة بعد كل فشل للإرهابيين بتحقيق أهدافهم، ومن أجل دعم التنظيمات المتطرفة، وبعد كل أزمة يتعرض لها الكيان الإسرائيلي، واليوم يأتي خصوصاً لإنقاذ ما تبقى من الإرهابيين المدحورين في الجنوب السوري.
لكن ما لا تدركه حكومة الاحتلال الصهيونية، ومن خلفها واشنطن وأدواتها من بقية منظومة العدوان أن تكرار هذه الاعتداءات الإرهابية لن ينجح في إحباط أو ترهيب الشعب السوري والجيش العربي السوري وحلفائه كما لن ينجح في ثنيهم عن هزيمة التنظيمات المتطرفة بأسمائها المتعددة وباقي المجموعات الإرهابية شريكتهم بالإرهاب بل إنها تزيدهم إصراراً على التمسك بحتمية انتصارهم على الإرهاب واستعادة الجولان السوري المحتل بكل السبل التي يكفلها القانون الدولي كما أكدت سورية مراراً وتكراراً.