الملحق الثقافي – بديع صقور:
“حين تغربُ الشَّمسُ يموتُ الجرحى”
تشدُّني بحبلٍ من ريحٍ، وتأخذني إلى كرنفالِ الموت..
ماذا فعلت؟!..
***
أسطِّرُ أشعارَ روحي على ورقِ الخريف
-هذا ربيع….
– تعني للموتِ ربيعاً؟!!
***
في الحربِ نسينا أسماءنا
ويوماً بيومٍ، تعوّدنا استقبالَ نعوشِ العائدينَ من الحرب.
***
غِيلَةً يموتُ الضوءُ، ويسقطُ عصفورُ الحبِّ،
مضرَّجاً بدمِ أحقادنا المُرتهنة للآخرِ البعيد.
***
أزرعُ حقولَ النسيان
وأجني مواسمَ الهواء
أجمعُ زؤانَ الخراب…
***
يوماً بيومٍ، يزغردنَ تحتَ نعوشهم
/العائدون من الحرب/
***
هم يطلقونَ النَّارَ على الصباحاتِ العابرة
وأنتَ… أرسلْ ما تبقّى لكَ من أبناء
هم.. يشعلونَ الحرائق…
أنتَ.. كلّ ما تبقّى أمامكَ
/ما ستكحِّلْ عينيكَ به/
هذه الحقولُ الشّاسعة من القبور.
هم… القنّاصون
أنت.. ما عليكَ سوى جمعِ الغلالِ من أشلاءِ أهلك
الذين حصدهم القنّاصونَ برصاصهم…
لهم… حورياتُ الوهم!.
لكَ… هذه الوديانُ الطافحة بعظامِ موتاكَ الأعزّاء.
***
مَنْ انتظرناهم بحرقةِ الجمرِ / قُتلوا في الحرب/
وكان بودِّهم الرجوعُ… وكنّا ننتظرهم
كان بودِّنا أن نحتفلْ معاً بعيد “الزهوريّة” (1)
***
الذين جهّزتْ لهم أمهاتهم زينة العرس
ما حاجتهم إلى الزينة، بعد أن عادوا في توابيت؟!
ما حاجتهم؟!!…
ما حاجتهنّ إلى لحظةِ فرحٍ
بعد الآن؟!
……………….
(1) الزهورية: عيد رأس السنة الهجرية، ويصادف الأول من نيسان في كلّ عام.