الثورة أون لاين:
المعاناة الإنسانية لأكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة تتفاقم مع تشديد الاحتلال الإسرائيلي حصاره المفروض عليهم منذ أكثر من 15 عاما والذي حول القطاع إلى أكبر سجن من دون أبواب في العالم وتضاعف ممارسات الاحتلال للتضييق على الفلسطينيين من قسوة الأوضاع الاقتصادية حيث ترتفع نسب البطالة والفقر والعوز.
الاحتلال بدأ أمس تجريف مساحات واسعة من الأراضي في الأطراف الشرقية للقطاع لإقامة جدار إسمنتي ثان يزيد طوله على 40 كيلومترا بعمق عدة أمتار وبارتفاع كبير سيحرم المزارعين من الوصول إلى أراضيهم التي يستهدفهم الاحتلال بالرصاص فيها بشكل يومي خلال عملهم وستكون له تداعيات كارثية على الزراعة والبيئة وفق مؤسسات حقوقية فلسطينية.
مدير المركز العربي للتطوير الزراعي محسن أبو رمضان أشار في تصريح لمراسل سانا إلى أن الجدار الاسمنتي الأول الذي أقامه الاحتلال على طول المناطق الشرقية للقطاع تسبب بكوارث مائية وزراعية وبيئية وأن تجريف الاحتلال الأراضي الزراعية لإقامة جدار ثان سيحرم المزارعين من زراعة 25 ألف دونم تشكل 17 بالمئة من مجمل الأراضي الزراعية في القطاع.
وأوضح أبو رمضان أن الجدار العنصري الجديد سيكون مرتفعا ما يجعل المزارعين عرضة لنيران قناصة الاحتلال المتمركزين عليه بشكل مستمر لمنعهم من الوصول إلى أراضيهم لافتا إلى أن اعتداءات الاحتلال على المزارعين تتسبب باستشهاد وإصابة المئات.
المختص في شؤون المياه والبيئة توفيق البنش بين أن إقامة الجدار تؤدي إلى تدمير التربة المحيطة به كما أنه يؤثر على مجاري المياه السطحية وبالتالي على تغذية الخزان الجوفي بمياه الأمطار الجارية وهذا بدوره يؤثر على الزراعة والطيور والحيوانات البرية في القطاع مطالبا المنظمات الدولية والمعنية بحقوق الإنسان والبيئة بالتدخل العاجل من أجل حماية أرواح الفلسطينيين والحياة بمختلف أشكالها في القطاع المحاصر.
ولفت الباحث الحقوقي سمير زقوت إلى أن الاحتلال يواصل تشديد حصاره على القطاع منذ العدوان الأخير في أيار الماضي حيث يمنع دخول المواد الأساسية اللازمة لإعادة عمل المنشآت الصناعية والتجارية وإعادة إعمار ما دمره من منازل وبنية تحتية داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل والفاعل لوقف جرائم الاحتلال المستمرة بحق الفلسطينيين وإلزامه بتنفيذ قواعد القانون الدولي.
عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين محمود خلف لفت إلى أن تشديد الاحتلال حصاره واستمرار عدوانه على القطاع من غارات جوية وتوغلات وعمليات تجريف للأراضي تهدف لخنق الفلسطينيين في محاولة يائسة لكسر إرادتهم والنيل من صمودهم.
وبين خلف أن الحصار لم يقتصر على منع إدخال الدواء والغذاء والمواد الخام بل شمل إقامة جدران برية وبحرية في محيط القطاع لقتل الفلسطينيين وحرمانهم من الوصول إلى أراضيهم وأرزاقهم مشددا في الوقت ذاته على أن كل تلك الإجراءات التعسفية لن تنال من مقاومة الشعب الفلسطيني الذي يخوض معركة أسطورية بمواجهة الاحتلال حتى دحره واستعادة كامل حقوقه الوطنية المشروعة.
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني طلعت الصفدي أكد أن إقامة الاحتلال جدارا اسمنتيا شرق القطاع وتجريفه الأراضي الزراعية جريمة حرب تهدف إلى تدمير مقومات الاقتصاد الفلسطيني لافتا إلى أن صمت المجتمع الدولي عن الحصار الإسرائيلي الظالم المفروض على القطاع وامتناعه عن اتخاذ أي خطوة عملية لرفعه يرتقي إلى مستوى التواطؤ مع الاحتلال.