في إطار البحث بالعلاقة التي يجب أن تكون بين المسؤول والمواطن وشكل التواصل الواجب توافره باستمرار لتأمين وصول المعلومات وبالاتجاهين نجد أنه من الواجب الإشارة أولاً إلى أن المسؤول هو مواطن أولاً وأخيراً وبالتالي من الضروري أن يكون هذا المواطن المسؤول على علم بما يواجهه المواطن من قضايا ومشكلات ومتاعب وما يتطلع إليه من آمال في تحسين وضعه المعاشي وحياته وتجاوز المتاعب والعقبات للانطلاق نحو عمل مثمر وبناء ينتهي بنماء الوطن وازدهاره.
وبالتالي فإن على هذا المواطن المسؤول أن يهتم بتطوير أدوات تواصله المباشرة مع المواطنين بحيث يطرح أفكاره ومشاريعه وخططه وبرامج عمله ويستفتي بها المختصين والمواطنين وخاصة تلك التي لها تأثير مباشر على معيشة أفراد المجتمع، وإضافة لذلك أن تكون قنوات التواصل تلك مفتوحة بالاتجاهين بحيث يصل إلى ذلك المواطن المسؤول متاعب وهموم ومطالب المواطنين ومقترحاتهم وآراءهم بما يحقق انسياب أسرع للمعلومات وبالاتجاهين، فمن جهة يتمكن المسؤول من قياس جودة مشاريع القرارات التي يسعى لاتخاذها في اتجاه ما، وأيضاً يقيس جودة ما تم تطبيقه منها، كذلك بالمقابل يتلمس مشكلات المواطنين وما يواجهونه بشكل مباشر بحيث تصله المشكلة كما هي دون أي نقص أو غموض.
هذا الشكل من التشارك في الرأي وإيصال المعلومة بالاتجاهين من شأنه تصويب الكثير من الخطوات التي تحتاج إلى إعادة نظر ببعض التفاصيل التي نتجت عن تطبيق بعض القرارات الرسمية لجهات عامة كان المقصود منها تحقيق أهداف محددة إلا أن بعض مجريات التطبيق حرفتها عن مسارها وغيرت النتائج.
وعليه فإن ما هو مطلوب اليوم أن تتسع أقنية التواصل بين المسؤول والمواطن وأن تأخذ حقها من الاهتمام والمتابعة لمعالجة وحل وتطوير كل ما يطرح، وهذا ما سيوفر الكثير من المال والجهد المهدورين بلا طائل، إلى جانب المنعكسات السلبية التي قد تترتب على المواطن بسبب سوء التطبيق أو ربما عدم وضوح رؤية الأجهزة التنفيذية لما هو مطلوب.
حديث الناس – بقلم أمين التحرير- محمود ديبو