الثورة أون لاين – دينا الحمد:
تستمر ميليشيا “قسد” الانفصالية بارتكاب جرائمها بحق المواطنين السوريين، وفي مقدمتها جريمة تهجيرهم من مدنهم وقراهم في الجزيرة لإفراغها من سكانها وإحداث التغيير الديمغرافي الذي يخدم مخططاتها الانفصالية ومخططات المحتلين الأميركيين والأتراك ومن خلفهم الكيان الإسرائيلي العنصري.
ومثل هذا الكلام ليس مصدره محاولة اتهامها بما ليس فيها، فجرائمها في هذا الإطار لا تحتاج إلا لمن يوثقها، فهي متواصلة على مدار الساعة وآخرها تهجير بعض الأسر الآمنة من منازلهم بقوة السلاح في الحسكة، حيث هددت هذه الميليشيا المرتبطة بالاحتلال الأميركي بقوة السلاح أمس عشرات الأسر القاطنة في حي العمران بمدينة الحسكة، وطلبت منها إخلاء منازلها تنفيذاً لمخططات قوات الاحتلال الأميركي، واستولى هؤلاء الإرهابيون على 16 شقة سكنية تابعة للمشاريع المائية في حي “النشوة شريعة” وهددوا باقي الأهالي بضرورة الإخلاء وتوعدوهم باستخدام القوة في حال رفضهم الخروج من الأبنية.
وتأتي هذه الجريمة النكراء بعد يوم من استيلاء هؤلاء العملاء الانفصاليين على عشرات الشقق في أحياء أخرى من المدينة وكذلك الاستيلاء على المدارس الرسمية فيها، ومحاولة حرمان آلاف الأطفال من التعليم بعد استيلاء الانفصاليين على المدارس وتحويلها إلى مقرات عسكرية وفرض مناهج انفصالية بقوة السلاح، فضلاً عن عمليات المداهمة المتكررة للبلدات والقرى في أرياف المحافظة واختطاف الكثير من الشبان ووضعهم في السجون وصولاً إلى الأتاوات المفروضة على الأهالي التي يدفعونها تحت تهديد السلاح.
وكما عرف عن شعبنا الأبي مقاومته لهذه الممارسات التعسفية والجرائم التي ترقى إلى جرائم حرب فقد عبرت الأسر عن رفضها المطلق لتلك الإجراءات الإجرامية التي تمارسها الميليشيا بحقهم، والتي تحاول من خلالها تشريدهم وطردهم من منازلهم بقوة السلاح، والتي تأتي تطبيقاً لتعليمات مشغلها الأميركي الذي يريد أن يخلي كل المقرات الحكومية والأبنية السكنية القريبة من قواعده غير الشرعية بشكل كامل غير آبهين بمصير عشرات الأسر التي سيتم تشريدها.
إذاً تواصل “قسد” الانفصالية حصار أهلنا في الجزيرة، وتقطع مياه الشرب عن أكثر من مليون مواطن، وتستمر في سياساتها في التهجير والتغيير الديمغرافي، لتؤكد بشكل جازم أنها ماضية بأجنداتها الانفصالية المشبوهة وارتهانها للمحتلين والغزاة، وأنها ماضية بممارساتها القمعية والإجرامية بحق أهلنا بشكل يومي وممنهج، وأنها أداة رخيصة للمحتل وعميلة لاستخباراته وقواته الغازية، تأتمر بأوامره وتنفذ أجنداته الاحتلالية بتحويل منطقة الجزيرة السورية الغنية بالنفط والثروات الزراعية إلى منطقة للفوضى والإرهاب كي يسهل للمحتلين والغزاة سرقة ثرواتها وتهيئة أوهام انفصالها عن وطنها سورية، دون أن تدرك أن مصيرها الزوال وأن المحتلين سيتخلون عنها كما تخلوا عن أدواتهم في أفغانستان وغيرها وأن السوريين سيلفظونها من وطنهم مهما كلفهم من تضحيات.