لثورة أون لاين:
الشعور المأساوي بالحياة – ميغيل دِه أونامونو
هناك شيء نسميه ــ لعدم وجود اسم آخر ــ الشعور المأساوي بالحياة، هذا الاسم يجرّ وراءه تصوراً كاملاً للحياة نفسها والعالم، وفلسفة كاملة مصوغة بقدر ما وواعية إلى حدٍّ ما. وهذا الشعور قد يمتلكه، ويتملكه، ليس أفراد فقط وإنّما شعوب كاملة. ويحدّد هذا الشعور الأفكار أكثر مما ينبع منها وإن كانت هذه الأفكار تؤثر فيه بالطبع وتعزّزه. وقد يصدر عن مرضٍ عرضي كالتخمة مثلاً، وأحياناً أخرى يكون بنيوياً. ولا ينفعنا الكلام عن رجال أصحاء وغير أصحاء، فضلاً عن عدم وجود فكرة معيارية عن الصحة، ولم يثبت أحد أن الإنسان ينبغي له أن يكون فرِحاً بالطبع. بل أقول أكثر من ذلك، إن الإنسان لكونه إنساناً، لكونه يمتلك الوعي هو قياساً بالحمار أو السرطان حيوان مريض، والوعي مرض.

… إن وجود كائن أسمى لا نهائي ومطلق وأزليّ وغير معروف الماهيّة، وخالق العالم ليس أكثر قابليّة للتصوّر من كون الأساس المادّي للكون أو مادّته، خالداً ولانهائيّاً ومطلقاً. وعبثاً نفهم فهماً أفضل وجود الكون بالقول لنا إن الله خلقه. إنها مغالطة منطقيّة أو حل لفظي ببساطة للتستّر على جهلنا. في الواقع، نحن نستنتج وجود الخالق من واقعة أن المخلوق موجود. وهذا لا يسوّغ عقلياً وجود ذلك الخالق؛ فمن واقعة لا تُستنتج ضرورة، أو أنّ كل شيء ضروري.
الفلسفة إذاً، هي معرفة مأساة الحياة وتأمّل الشعور المأساوي بها. صدر عن دار التكوين بدمشق
دراسات نقدية
كتاب بنية النص الفني
تأليف يوري لوتمان
ترجمة د. عبدي حاجي
وعن الدار نفسها صدر كتاب يوري لوتمان “الفن وسيلة خاصة للاتصال، لغة انتظمت بأسلوب محدّد (مفهومنا للغة مستمد من تحديد شاسع للسيمياء ومفاده: أي نظام متّسق، يخدم وسائل الاتصال ويستخدم العلامات) ومن ثم فإن أعمال الفن، أي الرسائل بهذه اللغة، يمكن النظر إليها بصفتها نصوصاً.
إن الغاية هي تقديم نبذة عامة لبنية اللغة الفنية وعلاقتها ببنية النص الفني وتشابههما واختلافهما عن المقولات اللغوية المماثلة، أي تفسير كيف يصبح النص الفني حاملاً لتفكير محدد أو فكرة، وكيف ترتبط بنية النّص مع بنية هذه الفكرة”
عدد الصفحات ٥١١