الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
التلاعب والتضليل السياسي أسلوب قديم جديد تستخدمه أميركا تجاه قضايا المنطقة والعالم.. ومنذ بداية جائحة كورونا عمدت الولايات المتحدة خلال الإدارة السابقة وحتى الآن إلى تسييس الجائحة وكيل الاتهامات والأكاذيب والأضاليل الإعلامية بحق الصين بأنها وراء انتشار الوباء دون تقديم الدلائل والبراهين على ادعاءاتها، وقد رفضت الصين هذه الادعاءات وأعلنت أن واشنطن تعتمد التضليل والتلاعب السياسي وتشيع أن فيروس كورونا تسرب من معهد ووهان الصيني.
معاون رئيس دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني تشو روي في كلمة له خلال مؤتمر افتراضي حول منشأ كورونا قال: “لقد عملت الولايات المتحدة وحفنة من الدول على تشويه الحقائق في مسألة تتبع منشأ الفيروس في تجاهل لاستنتاج تقرير البحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية الذي يشير إلى أن تسرب الفيروس من المختبر أمر غير محتمل للغاية فيما أصرت واشنطن على إثارة التسرب المختبري وغيرها من الأكاذيب القديمة”.
واتهم أميركا بتسييس الجائحة فأكد أنه “حسب المعلومات الواردة في وسائل الإعلام تعمل أجهزة المخابرات الأميركية الآن على اختلاق ما يسمى تقرير التحقيق في منشأ الفيروس لتضليل الرأي العام ليشك في إمكان تسرب الفيروس من مختبر معهد ووهان لعلم الفيروسات”.
في حين أن الصين منذ ظهور الجائحة التزمت الجانب بمفهوم مجتمع الصحة المشتركة للبشرية وقامت بتبادل الخبرات والتجارب عن الوقاية والسيطرة على الجائحة أولاً بأول مع المجتمع الدولي وقدمت ما في وسعها من المساعدات للدول الأخرى لمكافحة الجائحة وبادرت بعملية كبرى للتعاون في مجال اللقاح.
لا شك أن تلك الاتهامات محض افتراء وأضاليل لتشويه سمعة الصين التي تحظى بمكانة سياسيّة واقتصاديّة رفيعة وسمعة طيبة لدى حكومات وشعوب العالم، خاصة بعد تعاملها الراقي في مكافحة فيروس كورونا وسعيها نحو تحقيق التعاون الدولي في إطار هذه الجهود، فضلاً عن تعزيز علاقاتها الاقتصاديّة مع دول العالم.
وكانت الاستخبارات الأميركية قدمت خلال الأسبوع الجاري تقريراً وصف بالسري إلى الرئيس جو بايدن حول تقديراتها لمنشأ فيروس كورونا وسط تضارب واضح بين الوكالات الاستخبارية حول طبيعة هذا المنشأ.
وقد ردت الصين على ذلك عندما أعلنت القنصلية العامة الصينية في نيويورك رفض بكين التام لتسييس الجهود المبذولة للكشف عن منشأ فيروس كورونا.
وقال المتحدث باسم القنصلية إن “بعض السياسيين ووسائل الإعلام الأميركية لا يوقفون أبداً حملة الوصم والتسييس” مشدداً على أن “تتبع منشأ الفيروس مسألة علمية بحتة”.
وأضاف: “مجتمع الاستخبارات الأميركي غير مؤهل للوصول إلى أي نتيجة علمية حول الفيروس وتقريره حول هذه المسألة لن ينتج عنه إلا التدخل في الجهود العالمية لتتبع الفيروس وتقويضها” مشدداً على أن التقرير المشترك الخاص بتتبع الفيروس الذي أصدره علماء من منظمة الصحة العالمية والصين في أوائل 2021 موثوق ويستطيع الصمود أمام اختبار العلم والتاريخ.. ويجب احترام هذا التقرير وتطبيقه.
أمام هذه الاتهامات تسعى الولايات المتحدة الأميركيّة من وراء ذلك إلى الهروب من أزمتها الخاصة بفشل قدرتها على التعامل مع أزمة تفشّي فيروس كورونا، من خلال توجيه الاتهامات إلى الصين، بأنها هي سبب انتشار المرض، من أجل أن تخفّف الإدارة الأميركيّة من الضغوط عليها، والانتقادات التي يتمّ توجيهها لها بشأن التقاعس في مواجهة أزمة الوباء.
ففي الوقت الذي كشفت فيه الأزمة عن أوجه خلل داخلية فادحة وضعف واضح في إدارة الأزمة من قبل الإدارة الأميركيّة وتراجع بنيتها التحتية للصحة العامة، وعجزها عن تقديم حلول والإصرار على إجهاض دور الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصّصة، وفَر الوباء الفرصة للصين للظهور كقوة عالميّة قادرة ليس فقط على اللَحاق بركب التفوّق التكنولوجي الغربي، بل إمكانيّة التقدم عليه والاستخدام الماهر للتكنولوجيا لتأكيد مشروعيّة أنموذج الحوكمة الداخلية في الصين وسلامة مبادئ الحوكمة العالمية التي تدافع عنها في سياستها الخارجيّة.