الثورة أون لاين- بقلم مدير التحرير بشار محمد:
انطلاقاً من حقيقة أن مستقبل المنطقة تصنعه إرادة أبنائها وأنّ التعاون البنّاء مع الدول الأخرى يكون من خلال الاستجابة لهذه الإرادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدولها يمكن أن نفهم فشل أميريكا واتباعها في تغييب دور سورية عن رسم مستقبل المنطقة على الرغم من تغييبها عن مؤتمر بغداد.
هذه الحقيقة التي لا تقبل المساومة تؤكد أن محاولة الواهمين المتآمرين المتأمريكين الإصرار على عدم حضور سورية مؤتمر التعاون والشراكة الذي استضافته دولة العراق الشقيقة باءت بالفشل فعدم الحضور لا يعني أبداً غياب الدور فالقارىء لحقيقة مجريات الأمور في المنطقة يدرك حتماً أن تنسيق محور المقاومة في أفضل حال وبأن المحور نجح بتحقيق انتصارات ميدانية مهمة واستراتيجية في مواجهة المشروع الصهيو أميركي والمشروع الإرهابي وكذلك على المستوى السياسي بمنع تمرير مشاريع انفصالية وتقسيمية مفضوحة الأهداف.
والأهم من ذلك أن من يظن أن بإمكانه تغييب سورية وإظهارها دولة معزولة وأن معركتها المستمرة في مواجهة الإرهاب تشغلها عن لعب دورها المحوري في المنطقة والمساهمة الفاعلة والجادة في تقديم حلول للمشكلات والقضايا العالقة والمشاركة في تحقيق الاستقرار في المنطقة هو من يعيش بعزلة ويعيش خارج الواقع السياسي والجغرافي وبعيد كل البعد عن التاريخ.
سورية حضرت في بغداد على لسان الحلفاء وكانت حاضرة بقوة في جلسات ومحادثات المؤتمر حسب كلام الرئيس العراقي برهم صالح وستكون الحاضر الدائم لدى الأشقاء في العراق الجار الأقرب لسورية والشريك في مواجهة الإرهاب الداعشي وغيره.
سورية التي تدرك الهدف الغربي الخبيث من تغييبها عن المؤتمر وتعي حجم الضغط الكبير الذي ربما مارسه الرئيس الفرنسي التابع للإرادة الأميركية على الأشقاء هي القادرة على تفويت الفرصة على الغرب المتصهين لتحقيق أهدافه بدليل عمق التنسيق مع الحلفاء والتركيز على متانة وصلابة العلاقات بين دول محور المقاومة ومن يقف في صفها، فالمستقبل تصنعه إرادة أبناء هذا المحور وليست أوامر بايدن وتمنيات ماكرون وأحلام كيان العدو.
سورية الدولة والدور المحوري أساس التعاون والشراكة لمن يريد أن يبني مستقبلاً أفضل للمنطقة وهي الأساس في الحل والربط وافقت أميركا وأتباعها وارتضت أو رفضت وتجبرت.