بقلم مدير التحرير أحمد حمادة:
ليست الصين وحدها من قالت إن الانسحاب الأميركي من أفغانستان يثبت فشل التدخلات العسكرية للقوى العظمى في العالم لتحقيق مصالحها، بل العالم كله يقول هذه الحقيقة ويدرك معانيها، إلا الإدارات الأميركية تنكرها وتعمل بعكس بوصلتها وتتحدى العالم كله، وتعمل ضد قوانينه وتشريعاته ورؤاه.
فواشنطن، بجمهورييها وديمقراطييها، بحمائمها المزعومين وصقورها المتصهينين، ممن يحكمونها، متفقون على تحقيق مصالح شركات أميركا الاحتكارية الجشعة وأقطاب حكومتهم العميقة من أصحاب الأموال والنفوذ الصهيوني مهما كانت الأثمان حتى ولو ماتت نصف البشرية.
ومتفقون تالياً على تحقيق ذلك عبر غزو الشعوب والتسلط عليها ونهب ثرواتها، وعبر التدخلات العسكرية هنا وهناك، والتي غالباً ما تلبس أثواب الإنسانية والدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان المزعومة، والتي تنتهكها واشنطن فوق أراضي الولايات المتحدة قبل غيرها.
التدخلات العسكرية لأميركا والقوى الاستعمارية الأخرى في أي بقعة من العالم محكوم عليها بالفشل، وانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان يشهد على أن التدخل العسكري التعسفي هناك كان كارثياً، ويقول القاصي والداني أيضاً أن سياسة فرض واشنطن قيمها ونظامها الاجتماعي على الدول الأخرى محكوم عليهما بالفشل أيضاً، فلماذا تصرّ واشنطن على احتلال العراق وأراض سورية وعلى التدخل في ليبيا وغيرها؟.
بل إن التقارير تشير إلى أن قواتها الغازية تنتشر في العشرات من الدول، وتنتشر كذلك في أعالي البحار والمحيطات وكأن أميركا لا تستطيع أن تتنفس دون غزوات واحتلال.
باختصار لأن أميركا إن تخلت عن سياسات الغطرسة والبلطجة والغزو والحروب فسوف تتوقف مصانع الأسلحة فيها، وستتعطل شركات النهب الاحتكاري، وستنكفئ للخلف، وستفقد هيبتها وجبروتها اللتين تفرضهما اليوم على العالم بقوة السلاح والإرهاب!.