الثورة أون لاين – ديب علي حسن:
أليس من حقنا بل من الواجب علينا أن ترى ما علينا من خلال رؤية محايدة ..صحيح أننا أدينا دورا مهما وما زلنا وسنبقى في الإعلام نؤديه لأنه واجبنا المهني والوطني .
ولكن أليس علينا الكثير من الملاحظات التي يجب أن توضع أمام عيوننا وعلى طاولة التشريح ليس من باب جلد الذات إنما من باب العمل لتجاوزها؟.
أعتقد أن المنطق يقول :بلى من واجبنا فعل ذلك ولن نكون قادرين على الاستمرار في أداء مهمتنا إلا بمثل هذا النقد .
صحيح أننا نفتقد الإمكانات المادية التي هي الأساس للعمل ولكن هذا لا يعني أننا عجزنا عن إيجاد أبسط الحلول التي ترفع المحتوى .. من فترة من الزمن ليست بعيدة كانت ثمة ورشة مهمة أقامتها مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر حول المحتوى المعرفي في الإعلام الرقمي وشهدت نقاشات مهمة جدا وبعض النظر عن اتفاق أو اختلاف وجهات النظر لكنها وهذا يحسب للأستاذ أمجد عيسى المدير العام أتاحت مجالا واسعا للنقاش والتفاعل حتى بعد الورشة وظلت مجموعتها على التلغرام حتى الآن ..
السؤال :هل كان الحصاد كما يجب ..هل حسنا نحن الإعلاميين من جودة المحتوى؟ ..لا يذهبن أحد ما إلى غير هذه النقطة فبكل صراحة ليست المؤسسة ولا الوسيلة الإعلامية أي وسيلة إعلامية هي المسؤولة عن جودة مادتك الإعلامية أبدا ..فمادتك هي هويتك وانتماؤك المعرفي وما تحمله من قيمة مضافة
بكلمات أخرى هي جهدك الذاتي الذي يجب أن تبذله حتى تصل إلى القدرة على إنتاج محتوى معرفي .
والإعلامي كما الرياضي يجب ألا يكف عن التدريب والتعلم و الورشات تتيح لك مفاتيح أولية والباقي عليك التقاطه من خلال التعلم الذاتي..
أعيد السؤال :هل أحسنا استثمار ذلك ؟ الجواب ليس عندي وإن كنت أعرفه.
الإعلام اليوم ليس تقنيات وحدها إنما كل متكامل محتوى اندمج فيه كل شيء وربما تمثله مدرسة الغشتالت الكل أكبر من مجموع الأجزاء لكنك لا تستطيع إهمال أي جزء مهما كان صغيرا ..
من هنا نقول بكل أسف الكثير من حبرنا غثاء أحوى لأنه بلا مضمون معرفي بلا قيمة مضافة بلا عمق جذوره هلامية إبعاده الفكرية لا تعادل بالقياس حتى الصفر ..
فكيف نستطيع أن نحدث اختراقا فكريا وكيف نعالج قضايا يجب أن تعالج ..
مأساتنا في الإعلام السوري مع جيل جديد أطلق عليه أحدهم اسم ( الفقس الجديد)
جيل لا يكاد يتخرج في كليته حتى يبحث عن طاولة ومكتب وشهرة قبل أن يجيد القراءة جيل لا يعرف إلا الملخصات المبسترة، عمقه المعرفي لايخترق غبار الطاولة ومع ذلك ..لن نسأل عن الأسباب التي أدت إلى هذا التسطيح فالأمر ينسحب على الكثير من التخصصات .
مجموعات رحمه الله
وحتى نكون واقعيين يجب الاعتراف أن الكثير من الأجيال الإعلامية هي أيضا خارج العمق المعرفي الحقيقي بعضنا عبر العمل الإعلامي قضى ربع قرن ونيف فيه وخرج دون ترك بصمة ما ولو بمقال أو أي لون إعلامي..
وللأسف على سبيل المثال ثمة مجموعات للتفاعل الفكري والمهني والنقاش في القضايا الإعلامية حولناها إلى:جمعة مباركة …رحمه الله …مبارك لفلان …قصص وحكايا جميلة وضرورية لكن ليس مكانها ..
تتمنى أن تجد طرحا لقصايا مهمة غير الآتي والمتغير لكن .
وهذا ليس في مجموعات رحمه الله وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي إنما أيضا ينسحب على الواقع الحقيقي
ففي مؤسساتنا الإعلامية مكتبات ضخمة وكبيرة ولكن من يرتادها منا ..من باب الفضول تابعت الأمر مع أمينة مكتبة كبيرة في مؤسسة إعلامية كبيرة تضم المكتبة اكثر من ٣٠٠٠ كتاب فكانت النتيجة صادمة خلال الشهر لا يتجاوز عدد من يزور المكتبة ال ١٠ في أحسن الأحوال .
ونادرا من يعود إلى الذاكرة التوثيقية في المؤسسة ووثائقها بالملايين ..
وقس على ذلك ..
نعم غثاء أحوى في الكثير مما نقدمه لذلك يكون هلاميا مع أدنى ..يطير ..
هذه علينا وليست لنا ولا يتذرع أحد ما بأسباب مالية ومادية فالمتاح الآن يكفي ويزيد لو أردنا..
وللحديث أشواك قد تأتي..