الثورة أون لاين – حلب – فؤاد العجيلي:
ضمن فعاليات ملتقى الفنان فاتح المدرس للفن التشكيلي أقامت مديرية الثقافة بحلب مساء أمس ندوة عن حياة الفنان وحيد مغاربة مع عرض فيلم توثيقي، شارك فيها كل من الباحث عبد القادر بدور والفنانين التشكيليين إبراهيم داوود وفيصل تركماني.
واستعرض المشاركون محطات من حياة الفنان مغاربة 1942 – 2018 والتي بدأت في مدينته حلب حيث عاشَ طفولَته في أحدِ أحياءِ حلبَ الشعبيةِ التي لعبتْ دوراً هاماً في تكوينِه الروحيّ والنفسيّ، أتمَّ دراستَه الابتدائيةَ فيها و كان يَصرفُ أغلبَ وقتِه في الرسم، كان يُحبُّ العُزلةَ لدرجةِ أنه يَمضي وقتَه وحيداً بين أوراقِه وألوانِه، حين اجتازَ الإعداديةَ إلى الثانويةِ اختارَ الفرعَ الأدبيَّ الذي يتوافقُ مع حبِّه للأدبِ والفنِّ، وبعدَ حصولِه على الشهادةِ الثانويةِ قامَ بتدريسِ مادةِ التربيةِ الفنيةِ في مدارسِ حلبَ، ما وفَّرَ له المالَ لشراءِ الألوانِ، وراحَ يتقرّبُ من الأوساطِ الفنيةِ و الثقافيةِ.
وكشف الباحث بدور أن الفنان مغاربة أقام أول معرض له في حلب عام 1961 ولم يكنْ قد دَرَسَ في مَعهَدٍ أو أكاديميةٍ فنيةٍ حينها، لكنه كانَ يتمتّعُ بموهبةٍ حقيقيةٍ ظهرتْ في أعمالِه التصويريةِ الأولى التي أدهشت الوسطَ الفنيَّ والثقافيَّ، وُجِدَ في نتاجِه إيقاعاً خاصاً يستمدُ مقوماتِه من البيئةِ المحليةِ عَبرَ رؤيةٍ متفرّدةٍ في صياغةِ الشكلِ ممّا أتاحَ له فرصةَ المشاركةِ في عدةِ معارِضَ أخرى بلوحاتٍ أظهَرتْ مَوهبتَه وحِرصَه على إظهارِها وبراعتِه في إيصالِها إلى ذِهنِ المتلقي.
وأضاف المشاركون أنه في عام 1969 وبعدَ أدائِه لخدمةِ العَلَم أقامَ معرِضاً كاملاً عن البطولةِ والمقاومةِ في صالةِ المتحفِ الوطني في حلب، ضمَّ عدداً من اللوحاتِ التي أنجَزَها مغاربة بالأبيضِ والأسودِ اعتمدَ فيها على تقنياتِ الحبرِ الصينيّ في أيجادِ تأثيراتٍ عَفَويةٍ عَبرَ تكويناتٍ تميلُ إلى الاختزالِ والتبسيطِ في معالجةِ الموقفِ القومي، ورصدِ ملامحَ المقاومةِ ومعاني البطولةِ فما كانَ هذا المعرِضُ إلا ليفتحَ أمامَه أُفقاً واسعاً وأدخَلَه عَالمَ الحَداثةِ التَعبيريةِ.
وأشار المشاركون في مداخلاتهم إلى أن الفنان مغاربة سافرَ إلى روما عام 1975 وانتسبَ إلى أكاديميةِ روما للفنونِ الجميلةِ، و نالَ إجازةً في التصويرِ، أقامَ بعدها أكثرَ من 20 مَعرِضاً فردياً في إيطاليا ثم في سورية و لبنان، كمعرِضٍ في صالة تارتاليا في روما ثم في فلورنسا، وقد نالَ عدداً من الجوائزِ أبرزُها جائزةُ الفنانينَ الأجانبَ في إيطاليا، وجائزةُ الفنِّ والصناعةِ الإيطالية، وجائزةُ المتنيو في معرضٍ مشتركٍ عام 1979 تحدثتْ عنه الصحفُ الايطاليةُ مُشيدةً ببراعتِه وإبداعِه. مُشيرينَ إلى مدينتِه حلبَ وموقعِها الجغرافيّ والحضاريّ والثقافيّ، وفي عام 1989 عادَ إلى حلبَ، وفي عام 2001 كان معرِضُه الثامنَ عشر وأقامتْ مديريةُ الثقافةِ في حلب حفلاً تكريمياً له في صالةِ تشرينَ للفنونِ الجميلةِ بمشاركةِ الأديبِ وليد اخلاصي والنقادِ نبيه قطاية وطاهر البني وسعد القاسم، كما كرّمتْه وزارةُ الثقافةِ ونقابةُ الفنونِ الجميلةِ بدمشق من خلال بينالي اللاذقية كأحدِ الفنانينَ المبدعينَ السوريين.
وختم المشاركون في الندوة حديثهم أنه تم تكريمه من قِبَل وزارةِ الثقافةِ في كانونِ الأولِ من عام 2018 ليكونَ التكريمُ آخرَ صفحةٍ في كتابِ وحيد مغاربة، آخرَ صفحةٍ في تاريخِ فنانٍ يُعتَبرُ مِن مؤسِسي الحركةِ الفنيةِ التشكيليةِ في مدينةِ حلب، وتوفيَ في نفسِ الشهرِ من العام نفسه.
