بكل بساطة ومن دون أدنى حرج قالها المسؤولون عن “السورية للتجارة”: يمكن استبدال كامل الكمية المستلمة من الرز المصابة بالتسوس من الصالة نفسها التي استلمت منها مع تبرير مثير للجدل، مفاده بأن كل أنواع الحبوب عرضة في فترة الصيف لتشكل حشرات داخلها نتيجة الارتفاع الكبير بالحرارة من دون علمها بوجود شيء اسمه تعقيم.
كلام أقل ما يقال عنه: إنه غير مسؤول خاصة أنه جاء بعد انتظار الناس أشهراً كي تحصل على مخصصاتها من الرز والسكر المدعوم منذ أشهر لتكون المفاجأة بأنه مليء بالحشرات ويعلم القائمون على المؤسسة أن مسؤولي الصالات لن يعيدوا الكميات لكون البديل مماثلاً لها .
والأهم أن “السورية للتجارة” التي تحظى بدعم كبير على صعيد صلاحياتها وإمكاناتها وتقدير أكبر من أعلى المستويات لدورها التدخلي الفاعل بالسوق في هذه المرحلة التي تشهد فيها الأسواق واقعاً مشوهاً وغير مضبوط وأسعاراً كاوية بات معها الناس عاجزين عن شراء أبسط المواد، لم ترتقِ حتى اللحظة لمستوى المسؤولية التي أنيطت بها وفشلت في ترجمة الدعم وتسخير مكتسباتها الكبيرة لخدمة المواطن.
وحتى عندما أرادت “السورية للتجارة” أن تترجم ولو بالحد الأدنى توجيهات السيد الرئيس بشار الأسد التي جاءت في اجتماع عقد قبل أكثر من عام مع الفريق الحكومي الاقتصادي بحضور مدير عام السورية للتجارة التي أكد فيها سيادته على ضرورة إيجاد الحلول لفرق أسعار المحاصيل المنتجة محلياً ما بين المزارع والمواطن لكسر الحلقات الوسيطة وتخفيض الأسعار وأن تلعب السورية للتجارة دور التاجر الأساسي ولكن لصالح المواطن فشلت بشكل كبير وفهمت الموضوع بالمقلوب -كما يقال- لكونها مارست الدور المحتكر الذي يلعبه التجار ونموذج سحب الفروج من السوق عندما كان سعره 4800 ليرة منذ فترة وتخزينه في براداتها وطرحه مؤخراً بسعر 6000 ليرة للمواطن خير شاهد.
ثم من أخبر المعنيين في السورية للتجارة أن سعر الـ 6 آلاف ليرة لكيلو الفروج ضمن قدرة المواطن وليكن بعلمها أنه حتى وإن كان سعره بالسوق تجاوز الـ 8 آلاف ليرة للكيلو فإن المواطن بحال لديه القدرة على الشراء سيلجأ للشراء من السوق لأنه غير معتاد على شراء اللحوم المثلجة وهذه ثقافة استهلاكية لا تزال قائمة.
مختصر الكلام أن إحدى أهم مؤسساتنا الاقتصادية العامة ولعوامل مرتبطة بضعف الأداء وعدم فهم الدور والصلاحيات التي تحظى بها لا تزال بعيدة عن الارتقاء للمستوى المأمول منها ما يستدعي المتابعة والمحاسبة من الجهات المعنية للبحث في أسباب هذا التقصير.
الكنز – هناء ديب