تتناقل التقارير الإعلامية وشهادات أهلنا الموثقة في الجزيرة السورية يومياً أخبار فقدان الأمن والأمان هناك، وتؤكد تفاصيلها أن الفوضى الأمنية في تصاعد مستمر ضمن مناطق انتشار ميليشيا “قسد” الانفصالية، لكن السؤال الذي يشير إلى سهم البوصلة هو: لماذا تستهدف هذه الميليشيا الإرهابية، ومن خلفها المحتل الأميركي، وبرضا المحتل التركي، الأمن والأمان هناك قبل كل شيء، ولماذا تنشر الفوضى الهدامة، التي سمتها واشنطن يوماً “الفوضى الخلاقة” المزعومة؟.
الإجابة عن هذا السؤال المحوري لا تحتاج إلى كثير عناء لفك رموزها وحل شيفرتها، فأقصر الطرق لتحقيق أجندات الانفصال والتقسيم والتفتيت، التي رسم معالمها الغزاة منذ اليوم الأول لاحتلالهم الأراضي السورية، هو طريق الفوضى ونشر الرعب والخوف بين المواطنين، وبالتالي فقدان الأمن والأمان في قراهم ومدنهم، وإجبارهم على القبول بشروط المحتلين ومخططاتهم والإذعان لأوامر أدواتهم ومرتزقتهم.
لكن أوهام المرتزقة والمحتلين سرعان ما تصطدم بجدار الرفض الشعبي السوري والرسمي لمخططاتهم وأجنداتهم الاستعمارية والانفصالية، فيعودون بخفي حنين رغم نشرهم الفوضى الهدامة، ورغم فقدان الأمن والأمان في ربوع الجزيرة السورية وانتشار الخطف والسرقة والقتل، فلا المواطنون هناك وافقوا على تدريس أبنائهم بمدارس “قسد” ولا هم وافقوا على تلقي التعليم وفقاً لمناهجها، ولا هم قبلوا بشروطها وإملاءاتها، بل ازدادوا تمسكاً بوطنهم ومناهجهم وانتمائهم رغم كل ما يجري من جرائم مروعة ومخيفة.
مناسبة هذا الحديث اليوم أن مظاهر الفلتان الأمني ضمن مناطق سيطرة ميليشيا “قسد” الانفصالية المدعومة من الاحتلال الأميركي بدأت تسير وفق خط بياني متصاعد ومنحى خطير يؤكد تسجيل وقوع جرائم قتل وأعمال سطو مسلح وسرقة خلال أيام فقط وسط حالة من التوتر والخوف بين الأهالي تسود مناطقهم التي تنتشر فيها تلك الميليشيا العميلة التي تسيطر على القرى الآمنة بقوة السلاح والإرهاب.
لكن ما لا تدركه هذه الميليشيا الانفصالية ومتزعموها الإرهابيون أن كل جرائمهم وإرهابهم بحق السوريين، وكل مخططات منظومة العدوان التي تدفعهم لتنفيذ تلك الجرائم لن تثني السوريين عن تحقيق هدفهم في تحرير أرضهم وطرد الانفصاليين والمرتزقة منها، وأن فقدان الأمن والأمان ونشر الفوضى الهدامة لن تكون إلا الشرارة التي ستدفع أهلنا في الجزيرة للقيام بانتفاضة شاملة تكنس الاحتلال والإرهاب وتعيد الأمن والأمان إلى كل قرية ومدينة سورية هناك، وهذه حقيقة يعرفها المحتلون قبل غيرهم، والأيام كفيلة بجلاء الصورة والموقف وعودة التراب السوري نقياً من هؤلاء الأشرار.
من نبض الحدث – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة