آخر أكاذيب مسؤولي النظام التركي جاءت تحت مزاعم وجود مفاوضات مباشرة مع سورية في قضايا أمنية ومكافحة الإرهاب، وهو ما نفته دمشق بشكل قاطع، فكيف لدولة تحارب الإرهاب نيابة عن العالم أن تتواصل مع أحد الرعاة الأساسيين لهذا الإرهاب، ومع نظام مارق وخارج عن الشرعية الدولية، وتشكل سياساته العدوانية خطراً داهماً على أمن واستقرار المنطقة برمتها؟.
ليست هي المرة الأولى التي يحاول فيها النظام التركي تسويق الأكاذيب بقصد تضليل الرأي العام، وربما حاول وزير خارجية نظام المجرم أردوغان من وراء مزاعمه تلك، تبرئة نظامه من الجرائم التي ارتكبها ولم يزل بحق الشعب العربي السوري، وإعطاء الوجود الاحتلالي لقوات بلاده الغازية صفة الشرعية، أو يشرعن لنظامه مواصلة دعم الإرهاب وتوسيع رقعة أطماعه، أو على أقل تقدير تثبيتها عند حدود المنطقة الجغرافية التي يحتلها بقوة الإرهاب والسلاح، متجاهلاً أن عدوانه المتواصل على الأراضي السورية هو أحد أشكال الدعم اللا محدود للإرهاب الوهابي التكفيري الذي يدعي مكافحته، وهو الذي سهل دخول مئات آلاف الإرهابيين إلى سورية، وما زال يقدم كلّ أشكال الدعم لـ “جبهة النصرة” ومشتقاتها من التنظيمات الإرهابية، ويمارس سياسة التتريك والتهجير القسري في الأراضي التي تحتلها قواته.
قبل أن يدلي النظام التركي بأكاذيبه الجديدة، عليه أن ينفذ أولاً التزاماته بمخرجات “آستنة وسوتشي” وكل ما تعهد به أمام الضامنين الروسي والإيراني لجهة الالتزام بسيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية وتحريرها من الإرهاب ومن أي وجود عسكري أجنبي غير شرعي، فكيف لسورية إذاً أن تتواصل مع راع للإرهاب لا يؤتمن جانبه، وهي تعتبر استمرار وجوده العسكري غير الشرعي عدوان موصوف، وتتعامل معه كقوة احتلال، ومن حقها استخدام كلّ الوسائل المشروعة لطردها وإخراجها، تماماً كما تفعل تجاه التنظيمات الإرهابية التكفيرية.
حتى الرمق الأخير يأبى نظام اللص أردوغان إلا أن يناور على جميع الحبال لكسب المزيد من الوقت يسخره في خدمة مشروعه الاحتلالي التوسعي، فهو حتى الآن لم يبد أي نية جدية بالتوقف عن دعم التنظيمات الإرهابية، وإنهاء الأزمة، وإنما العمل على إطالتها وفقاً لمشيئة المشغل الأميركي الذي يوظف أدواته الإقليمية والغربية والمستعربة من أجل إبقاء سورية في دوامة الإرهاب والفوضى، وتأخير موعد استعادة عافيتها بشكل كامل، ولكنه لن يجني سوى الخيبة والخذلان، لأن صبر الدولة السورية لن يكون إلى ما لا نهاية، والجيش العربي السوري لن يتوقف عن محاربة الإرهاب وداعميه حتى إنجاز النصر النهائي.
البقعة الساخنة – ناصر منذر