هو الجدار الذي أقامه الإعلام والدعاية الاستعماريان الغربيان حول مقولة إنهم مسيطرون دون راد لسيطرتهم..!! قد تكون خروقات عديدة ظهرت في جدران السيطرة ذاتها.. لكن ليس في جدران المقولة ؟!.
يعني عندما تظهر خروقات في هذه السيطرة.. تجد أن السيطرة الإعلامية التي ترفض إمكانية حصول هذا الخرق هي المسيطرة.. وإلى حد بعيد..!!.
ظهر ذلك واضحاً في ما يشبه العراضة الإعلامية التي أقيمت حول انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من أفغانستان.. هنا أيضاً كان ثمة تأكيد ليس من السهل خرقه، من الإعلامين الغربي والعربي، أن هذا الانسحاب هو فن غربي استعراضي يخفي خلفه عديد الحقائق..!!.
من ناحية المبدأ.. أنا لست ضدّ حتمية وجود كثير مما يخفيه هذا الانسحاب.. لكنني ضدّ حكاية الجدران التي لا تخرق.. !!.
ففي تحليلات و تنظيرات عديد الإعلاميين و السياسيين حول ما يخفيه هذا الانسحاب و يبعده عن احتمال أن يكون هزيمة.. كان لها أساس واحد هو: ” أميركا التي لا تهزم ” و لا تقرأ تحليلاً أو تعليقاً او استنتاجاً واحداً.. يشرح لك .. مبرر الوجود الأميركي لعشرين عاماً في أفغانستان الذي كلفها خسائر كبيرة جداً.. و لماذا انسحبت بهذه السهولة والفوضى.. !!؟؟.
إن كان حقيقياً أنها انسحبت لتورط روسيا والصين وايران.. فلماذا بهذه السرعة الفوضوية.. ولماذا فرضية أن الصين و روسيا وإيران سيسهل توريط أي منهم في هذا المستنقع ؟؟!!.
يعني كلّ الهزائم.. التي عرفها التاريخ الأميركي الحديث.. من فيتنام وحتى سيطرة الرعاع على مبنى الكونغرس الأميركي مؤخراً.. إنما هي وقائع يجب أن تقرأ بمعزل عن أن تكون خروقاً في جدران القوة الإسطورية التي لا مرد لها للولايات المتحدة ..!!.
و على المنوال ذاته تسير أسطورة إسرائيل التي لا تهزم أيضاً.. ألم تنتصر في كلّ حروبها مع العرب.. ؟!.
انتصرت.. نعم.. واحتلت أراضٍ عربية.. وفرضت التطبيع على عديد الدول العربية.. لكنها هزمت أيضاً في عديد المعارك.. من معركة الكرامة إلى معركة عبور قناة السويس والصراع مع العمل الفدائي الفلسطيني.. وعديد المعارك الأخرى وهكذا وصولاً إلى تحرر الأسرى الفلسطينيين الستة..
حتى ولو اعترفت إسرائيل أنها هزيمة كبيرة الشأن فإن ذلك لن يكون كافياً لخرق جدار حتمية الانتصار الإسرائيلي..
بتقديري ورأيي.. إن النفق الذي حفره الأسرى الأبطال في جدران السجن الإسرائيلي وخرجوا منه إلى الحرية.. لن يكون كافياً لإحداث نفق أو خرق في الذهن العربي المتوقف عند قناعة استحالة هزيمة إسرائيل.
هنا ثمة ما يرعب.. والقضية ليست بستة محاربين قد يعودون لقتال إسرائيل مرة أخرى..
معاً على الطريق – أسعد عبود