الثورة أون لاين – ريم صالح:
إن لم تستح فتفوه بما شئت من الحماقات، وقل ما أردت، وما يتبادر إلى مخيلتك المريضة من هلوسات وأوهام، هو حال نظام الاحتلال التركي اليوم، وإلا ما معنى أن يتذاكى علينا وزير خارجية نظام اللصوصية التركي، المدعو مولود تشاووش أوغلو، ويدعي أن نظامه ضد الوجود الأميركي غير الشرعي في سورية، ويكرر الاعتراف الأميركي نفسه بأن “هذا الاحتلال العسكري مرتبط بوجود حقول النفط” ليضيف بالقول:” لذلك سيبقى جيشنا هناك، ولدينا الحق في أن نكون هناك”، زاعماً أن نظام بلاده الانتهازي يدعم وحدة أراضي سورية وتقديم المساعدات الإنسانية للسوريين فيها!.
في الحقيقة لم نكن بحاجة للمدعو أوغلو ليخبرنا عن سبب التواجد غير الشرعي لقوات الاحتلال الأمريكية على أراضينا، وكذلك فإن كلامه، وما أتى به من مصطلحات، وما يٌفهم منه أيضاً، ما هو إلا تأكيد للمؤكد بأن الأمريكي والتركي ما هما إلا قوتا عدوان واحتلال، ولصان مُشرعنان أممياً، يقتاتان على ثروات السوريين وخيراتهم ونفطهم وغازهم وآثارهم في الشمال والبادية السورية، وإن كان كلَ على طريقته، وبأدواته العميلة والإرهابية، فمهما اختلفت التسميات تبقى الأجندات الظلامية العدوانية واحدة.
الوجود الأمريكي على الأراضي السورية غير شرعي، وغير قانوني، وهو لا يعدو أي هذا الوجود سوى احتلال، سيزول عاجلاً أم آجلاً، وبهمة حماة الديار، وأيضاً بمقاومة الأبطال الشرفاء، وبصمود الشعب السوري، والتحامه مع قيادته الحكيمة، كذلك فإن الوجود التركي هو الآخر غير شرعي، وغير قانوني، وهو احتلال سيزول أيضاً، رغم أنف القابع في الباب العالي، مهما تمادى في إجرامه، وسرح بأوهامه.
ومع ذلك يمكننا الجزم أن كلام التركي كان قمة في التبجح الدبلوماسي الكاذب، فعن أي حق لنظامه الاستعماري في أرضنا يتحدث؟!، وعن أي دعم لوحدة الأراضي السورية، ولتقديم المساعدات الإنسانية يهذي؟!.
لا يوجد أحد في المعمورة كلها لا يعرف من هو نظام الفاشية التركي، وماذا فعل بحق السوريين، وكيف أنه فتح أبواب بلاده على مصراعيها لزج كل إرهابيي الكون، وشحنهم إلى الأراضي السورية، وكيف أنه سلح أولئك الإرهابيين، وعالجهم بمشافيه الخاصة، وكيف صرف لهم الرواتب والمكافآت، وعقد معهم الصفقات، وكيف تآمر عن سابق إصرار وتعمد على وحدة الأراضي السورية، واستقلالها، وسيادتها، وكيف أنه أقام قواعد غير شرعية كانت محميات لإرهابييه لا أكثر ولا أقل، ومنطلقاً لشن اعتداءات وهجمات إرهابية ضد بواسل الجيش العربي السوري، وضد المدنيين السوريين لإجبارهم على ترك بيوتهم، وقراهم، وصولاً إلى واقع ديمغرافي جديد يدغدغ أوهام الباب العالي.
بل هل يوجد أحد على وجه البسيطة لا يعي حقاً كيف قام نظام الانتهازية التركي باحتلال أراضي سورية، وتتريك كل ما فيها بما يناسب أطماعه الاستعمارية، وكيف أنه سرق المعامل، ونهب البيوت بما فيها، وكيف، وكيف.
هو إناء التركي يفيض بما فيه من جرائم آسنة، التركي محتل، وكذلك الأمريكي، وكلاهما وجهان لعملة إرهابية واحدة، والأهم كلاهما إلى زوال، والمسألة مسألة وقت.