بقلم مدير التحرير أحمد حمادة:
ليس غزو الشعوب وتدميرها ونهب ثرواتها هو البلاء الوحيد القادم من أميركا إلى معظم شعوب العالم، بل هناك بلاء أعظم وأشد فتكاً امتهنته هذه الأخيرة في القرن الحالي، وهو صناعة الفيروسات وتصدير الأوبئة إلى الأمم لابتزازها وإجبارها على شراء اللقاحات التي تصنعها شركاتها، تلك الصناعة التي كشفت حقيقة وجه الولايات المتحدة الأكثر بشاعة وقبحاً عبر التاريخ الإنساني.
ومثل هذا الاتهام ليس مصدره التشفي بأميركا ووصفها بما ليس فيها، فإرهابها للشعوب ليس بحاجة إلى أدلة بعد هذا الكم الهائل من الصور المباشرة لقتل جنودها وطائراتها للسوريين والأفغان والليبيين وغيرهم الكثير على امتداد المعمورة، بل أكثر من ذلك فإن هذا الاتهام ليس صادراً عنا بل عن أصحاب البيت والشأن أنفسهم، وها كم عشرات الأدلة والبراهين المسربة من أقبية استخباراتهم وصفحات جرائدهم وتقارير فضائياتهم.
ففي أحدث فضيحة مدوية نقلتها صحيفة “واشنطن بوست” وأخواتها قام فريق أميركي برئاسة الباحث “رالف باريك” من جامعة ولاية كارولاينا الشمالية وبالتعاون مع معهد البحوث الطبية للأمراض المعدية التابع للجيش الأميركي بإنجاز العديد من البحوث المتعلقة بفيروسات كورونا، واخترع تقنيات لصنعها.
وليس هذا فحسب بل لنقرأ الخبر التالي المسرب من الصحافة الأميركية نفسها، فبعد تفشي وباء السارس في عام 2003 طور معهد البحوث الطبية المذكور مع فريق “باريك” نظاماً وراثياً جديداً لصنع تسلسل الحمض النووي الكامل لفيروس السارس، بل تؤكد تقارير هذه الصحافة أن واشنطن هي أكبر ممول ومنفذ لهذه البحوث في العالم، والتي تنشر الأوبئة والأمراض، وتتاجر بمآسيها، وتقوم بتسييس ملفاتها كما تفعل مع الصين حالياً بقضية منشأ كورونا محاولة ابتزازها والهجوم عليها في كل شاردة وواردة.
هل نعود لننبش في ملفات الجمرة الخبيثة ومن صنّعها في مختبراته ونشرها في الكونغرس؟ هل نعود لنثير قضية المشتبه بهم بهذه الجريمة من موظفين سابقين في معهد البحوث الطبية التابع للجيش الأميركي كما سربت “نيويورك تايمز” الأمر في حينه؟.
هل نعود إلى عام 2009 حين وجد مسؤولون أميركيون أثناء عمليات التفتيش أن عدة مسببات للأمراض التي تمت دراستها في المعهد ذاته لم تدرج في قاعدة بيانات المختبر، فعلّقوا بعض البحوث للمختبر، ليتستروا على جرائم نشر الأوبئة؟!.
هل نعيد سيرة الفيروس الغامض في ولاية فيرجينيا قبل فترة وجيزة من تفشي جائحة “كورونا”، وكذلك الفيروسات التي تجري دراستها في مختبر “فورت ديتريك” العسكري والمسؤولة عن معظم حالات المرض المميت الذي يصيب الرئتين والتي تم تسجيلها بشكل أساسي في محيط هذا المختبر؟ وهل نعود إلى العام قبل الماضي (2019) حين ظهرت بهذه الولاية أعراض السعال والالتهاب الرئوي لعشرات الأشخاص ولم تكن مساكنهم تبعد عن القاعدة المذكورة المتهمة بتصنيع الفيروسات إلا مسافة قصيرة جداً؟.
وهل ننقل أخبار خبراء الصحة الذين قالوا بأنه من المحتمل أن يكون هناك تداخل بين إنفلونزا عام 2019 في الولايات المتحدة وفيروس كورونا المستجد لنثبت حقيقة نشر أميركا للأوبئة والفيروسات ومتاجرتها بمآسي الإنسانية؟.