الثورة أون لاين – تحقيق – حسن العجيلي:
“أستيقظ صباحاً أبدأ مسيرة يوم العمل في التعليم، ليس كرهاً بالتعليم فهو مهنة أحبها وإنما كرهاً بطريق الوصول إلى المدرسة في الريف البعيد عن محافظة حلب وأزمة المواصلات التي نعاني منها”.. هكذا بدأت المعلمة نور حديثها “للثورة” عن معاناتها اليومية للوصول إلى المدرسة التي تم تعيينها فيها في منطقة الخفسة بريف حلب الشرقي، مضيفة بأن طول الطريق لا يقل إرهاقاً عن التكلفة المالية التي تصل لـ 3 آلف ليرة يومياً 1500 ليرة ذهاباً ومثلها إياباً عدا أجور الوصول من منزلها إلى مركز المدينة والعودة.
* مشكلة يومية..
العودة للمدرسة لا تمثل بهجة لدى جميع مكونات العملية التعليمية وخاصة المعلمين المكلفين في الأرياف، حيث تبرز مشكلة النقل اليومي الذي يشكل عائقاً للعملية التعليمية و انعكس سلباً عليها بشكل كبير كونه يمس أحد ركني العملية التعليمية وهو المعلم، وهذه المشكلة تتفاعل بشكل كبير في أوساط المعلمين الذين يطالبون بتأمين وسائل نقل كافية ومجانية ليتمكنوا من أداء رسالتهم التعليمية والتربوية وهم مرتاحون نفسياً وجسدياً.
* ازدحام كبير..
تتساءل المعلمة هبة قائلة: كيف سأقوم بمهمتي التعليمية وأنا غير مرتاحة جسدياً ونفسياً؟، مضيفة: حتى الباص الذي تم تخصيصه لا يتسع لأعداد المعلمين على خط سيره المحدد ما يضطرهم للوقوف طوال الرحلة التي تستغرق وقتاً طويلاً، عدا عن الآثار النفسية والجسدية التي تتسبب بها طريقة التنقل هذه من أمراض وعدوى وغيرها.
* نصرف رواتبنا على المواصلات..
وتوافقها الرأي زميلتها فاطمة مضيفة بأن العبء يتضاعف على المعلمات القادمات من محافظات أخرى، حيث يترتب عليهن استئجار منزل إضافة لمصاريف الحياة اليومية التي ترتفع بشكل دائم، مؤكدة أنه من غير المعقول أن يصرف المعلم راتبه على المواصلات.
* مناطق لا تعتبر ريفاً..
أما المعلمة نور فتطرح المشكلة منزاوية أخرى حيث تم تعيينها في ناحية كفر حمرة والتي لا تعتبرها مديرية التربية من مناطق الريف، وبالتالي لا تحصل وزملاؤها على تعويض التدريس بالريف، يضاف إلى ذلك المعاناة المشتركة مع باقي المعلمات في تأمين وسيلة نقل، مبيّنة أنها وزملاءها يحاولون استئجار ميكرو باص لنقلهم، ولكن المبلغ يفوق الـ ٤٠٠ ألف ليرة شهرياً ومع ذلك رفض أصحاب الميكروباصات مطالبين بمبالغ أكبر “على قولة ما بتوفي”، مضيفة “طيب كيف رح توفي معنا إذا بدنا ندفع كل واحد 50 ألف ليرة شهرياً للتنقل”.
* تربية حلب: تنقل المعلم تحدٍ كبير..
مدير التربية بحلب “إبراهيم ماسو” أكد أن مسألة تنقل المعلمين هي تحد كبير سواء للمعلمين أو لمديرية التربية التي تعمل لإيجاد حلول مناسبة بالتنسيق مع وزارة التربية ومحافظة حلب منها على سبيل المثال تخفيض بنسبة 50% أو إعفاء كامل كما حصل عام 2018 حين اجتمعت الحكومة بحلب وقررت نقل المعلمين مجاناً للريف، مشيراً إلى ضرورة تعاون المجالس المحلية والوحدات الإدارية بتوصيل المعلمين إلى الأرياف ضمن المناطق والتي تشكل عبئاً إضافياً مادياً وجسدياً على المعلمين.
وفيما يتعلق بالريف الشمالي لمحافظة حلب أوضح ماسو أنه حين اتخذ قرار اعتبار المناطق النائية لم يتم أخذ الريف الشمالي ضمن القرار، مضيفاً بأن العمل يتم حالياً لاعتباره ضمن المناطق النائية وذلك بالتنسيق مع الوزارة.
* النقل الداخلي: التسعيرة وفق القرار الأخير..
مدير عام الشركة العامة للنقل الداخلي بحلب المهندس “حسين سليمان” بيّن أن الشركة خصصت باصات لنقل المعلمين على اثني عشر محوراً هي “الخفسة – عران الباب – ريف إعزاز – الحاضر – الواحة – تل الضمان – المدينة الصناعية – كفر حمرة – عندان – الزربة”، مضيفاً بأن الأجور محددة وفق قرار المكتب التنفيذي التي أقرها بتاريخ 16 آب الماضي، وأن الأجور يتم استيفاؤها من المعلمين حيث يتم معاملتهم كالركاب العاديين.
* ولنا كلمة..
طالما أن القطاع التربوي وقطاع النقل الداخلي يتبعان للإدارة المحلية من ناحية بعض القرارات فلماذا لا يتم اتخاذ قرار من مجلس محافظة حلب بإعفاء معلمي الريف من أجور النقل ضمن وسائط النقل الداخلي، أو تخفيض التعرفة لتكون متناسبة مع الواقع المعيشي للمعلمين… هو مجرد اقتراح نضعه برسم مجلس محافظة حلب