الثورة أون لاين – عبدالمعين زيتون:
مما لا شك فيه أن قيمة أي عمل فني سواء أكان مسرحياً أو سينمائياً أو لوحة أو مقطوعة موسيقية أو أغنية أو سلوكاً إنسانياً رفيع المستوى يمتلئ بالذوق، يقاس بمدى المسحة الجمالية لهذا العمل.
الجمال والفن يتناسبان طردًا مع بعضهما إذ كلما ازداد إتقان هذا العمل أو اﻹنتاج أو ذاك، ازدات جماليته وازدادت قيمته.
والمُتلقي سوف يتفاعل وجدانياً مع ما يشاهد، ولهذا سيُثني على ما يُشاهد أو يسمع، والعكس صحيح هنا أيضاً.
كنت أتابع العديد من اﻷعمال الدرامية على بعض الفضائيات العرببة، وتترامى أمام ناظريّ بعض المشاهد واللقطات من الأعمال الفنية الدرامية.
ما يُميز الطابع الدرامي والسينمائي في الوطن العربي عموماً، الكثير من المشاهد الجامدة والباردة، تلك التي تتصف بالتكلف والتصنع.
والكثير من الممثلين والممثلات يتركون لدى المشاهد اانطباع أن ما يراه ليس واقعًيا، وحقيقيًا.
أسوأ ما قد يفعله الإنسان هو أن يقتحم الفن ويقحم ذاته فيه دون أن يمتلك دعمًا قويًا من الموهبة.
وربما كانت الدراما السورية على الساحة العربية استثناء يشهد له، بدليل حضورها الفذ على الفضائيات العربية، لكننا نريد المزيد من اﻷرقى والمزيد من التميز.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإن وضع اﻷغنية وصل إلى مستويات مخيفة من التشوه!
فأغنيتنا لم تعد تحاكي الوجدان، ولم يعد همها التفاعل مع روح المتلقي، وبات أكبر همها التفاعل مع جسده، بعد أن تغلب اﻹيقاع على بقية مكونات اﻷغنية، ونقصد الكلمة والصوت.
وبدل أن تهتم الكلمة باﻹحساس وتتجه لارتقاء بذائقتنا وتخصيب أذوقنا، نجدها اتجهت لانحطاط بهما.
ولعل الأهم هنا هو المؤلف والشاعر، والمنتج وشركات التوزيع والتسويق التي تدعي أنها تقدم الرائج والمطلوب.
والحقيقة أنهم يمعنون في تخريب وتشويه ذوق وذائقة الجيل.
رأي.. والكلام في الفن والثقافة لا يقف عند رأي أحدنا.
ولعل ما يهمنا هو إجابة الدراما واﻷغنية والمعنيين بهما، وكلاهما يملك قدرة التجول في بيوت الناس بحرية فائقة – عن السؤال التالي:
هل أدخلت الدراما واﻷغنية الجمال في نفوسنا أم فشلت حتى الآن؟